رأي البيان: مفاوضات الوضع النهائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع دخول القضية الفلسطينية مرحلة التسوية النهائية من خلال المفاوضات التي من المفترض ان تبدأ غداً, فان الامر يتطلب الكثير من اليقظة من قبل المفاوض الفلسطيني حيث ستضع هذه المرحلة الشكل النهائي للكيان الفلسطيني. واذا كانت مراحل التفاوض السابقة بما فيها واي ـ2 التي تم التوقيع على الاتفاق الخاص بها مؤخراً لم تحقق كافة المطالب الفلسطينية فان من المأمول ان يتجاوز المفاوض الفلسطيني هذه السلبيات في المرحلة النهائية . نقول ذلك رغم علمنا ان هذه المفاوضات ستكون صعبة, بل اكثر صعوبة من سابقتها, وهو ما يدعونا الى شد أزر الفلسطينيين, حيث تتناول المفاوضات اكثر القضايا الشائكة ومثار الخلافات بين الجانبين, فضلا عن كونها الاكثر حساسية. واذا كان باراك سعى لحسم موقف بلاده من هذه القضايا لدى توليه الحكم من خلال لاءاته الاربعة, لتأكيده على ان لا عودة للاجئين, او ازالة المستوطنات, او تقسيم القدس, او العودة الى خطوط 67, فان خطط المفاوض الفلسطيني يجب ان تقوم على تجاوز هذه اللاءات وليس التلاقي معها. ذلك ان مثل هذا التلاقي يمثل الطامة الكبرى والنهاية الحقيقية للقضية الفلسطينية حيث تستطيع اسرائيل ان تعلن أن ما هو قائم على ارض الواقع انما تم بموافقة فلسطينية ممثلة في سلطة الحكم الذاتي. ومن هنا فانه اذا كانت المراحل السابقة للمفاوضات قد امتلأت بالالغام واستطاعت السلطة الفلسطينية تجنب بعضها, فان المرحلة المقبلة ستكون اكثر تلغيماً وينبغي ان تعد السلطة عدتها ـ فلم يعد هناك مجال للحلول الوسط... حيث انها في الغالب ما تكون على حساب الطرف الفلسطيني, وقد قدم هذا الطرف كل ما يمكنه... ورغم ادراكنا لصعوبة المرحلة المقبلة, الا اننا نتمنى نجاح المفاوض الفلسطيني في تحقيق القدر الاكبر من الاهداف.

Email