رأي البيان: قمة.. وقمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بغض النظر عن النتائج او القرارات التي يمكن ان تتمخض عنها القمة الافريقية التي بدأت امس في سرت بليبيا فان من ابرز دلالاتها بالنسبة لنا نحن العرب هي امكانية الانعقاد في حد ذاتها.. فهذه القمة، وهي استثنائية، تأتي بعد اقل من شهرين من القمة الافريقية التي عقدت في الجزائر..رغم انه ليس هناك على مستوى الاحداث ما قد يستدعي من وجهة نظر البعض عقد قمة استثنائية . ما يثير الدهشة والاعجاب في آن, انه يأتي على رأس جدول اعمال القمة البحث في صيغ الوحدة بين دول القارة رغم ان مقومات هذه الوحدة غير موجودة بالشكل الذي يدعو للحديث عن وحدة تشمل كافة دول القارة. لقد وجد قادة الدول الافريقية الفرصة للالتقاء والنقاش وهما امران ايجابيان في حد ذاتهما ويوفران مناخا لتطوير ايجابيات او تجاوز سلبيات. اما على المستوى العربي ـ والذي يشارك نصفه تقريبا في هذه القمة فان جهود عقد القمة مازالت متعثرة رغم ان مبررات عقدها عديدة وملحة. وحتى لا نبالغ في تصوراتنا نقول ان الدعوة لا يجب ان تنطلق, كما القمة الافريقية, من الدعوة للوحدة, رغم ان مقومات هذه الوحدة عربيا عديدة سواء من حيث وحدة اللغة او الدين او الاصول العرقية او غير ذلك, وانما ان تنطلق على اساس تعزيز التضامن العربي في مواجهة متغيرات النظام الدولي الذي نعيشه. وهنا فان الآمال تتركز على الدول الداعمة للمصالحة والوفاق العربي وعلى رأسها الامارات التي تكرس الجانب الاكبر من جهودها لتنقية الاجواء العربية, وهي جهود تتابعها الشعوب العربية باهتمام وتأمل في نجاحها في تحقيق هدف لم الشمل العربي.

Email