سيناريوهات محتملة للانتخابات الاسرائيلية: بقلم- فاطمة شعبان

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع احتدام المعركة الانتخابية في اسرائيل واقتراب موعدها المقرر في 17 مايو, تزداد التقديرات للنتائج التي ستسفر عنها تضارباً, خاصة في ظل التفاوت في استطلاعات الرأي التي تضخها وسائل الاعلام الاسرائيلية. ورغم ان المفاجآت متوقعة في اية لحظة في الساحة السياسية الاسرائيلية, الا انه من الممكن رسم سيناريوهات محتملة لما ستسفر عنه هذه الانتخابات, والتي يمكن اختصارها بثلاثة . السيناريو الاول بوجود اكثر من مرشحين لانتخابات رئيس الوزراء, فإن ذلك سيؤدي الى خوض جولة ثانية من الانتخابات في 1 يونيو, ويكتنف الجولة الثانية الكثير من الغموض بالنسبة لعدد الناخبين الذين سيتوجهون لصناديق الاقتراع, لذلك لا يمكن اخذ استطلاعات الرأي حول الجولة الثانية من الانتخابات على محمل الجد قبل اجراء الدورة الاولى, واذا قدرت القوى المتنافسة ان الجولة الثانية من الانتخابات لن تؤدي النتيجة التي تتوخاها من الانتخابات, فإنها ستعيد النظر بموضوعات الترشيح. وبكلام اكثر تحديداً, اذا اقر حزب الوسط الذي يتمركز هدفه الرئيسي حول الاطاحة بنتانياهو, بأن مرشحه غير قادر على تخطي باراك مرشح حزب العمل, وان الاستمرار بالترشيح سيعطي الفرصة لنتانياهو بالعودة الى السلطة في اسرائيل, فإن ذلك سيجعل هذا الحزب يعيد النظر بترشيح مردخاي لانتخابات رئاسة الحكومة, خاصة في ظل الفارق الكبير في استطلاعات الرأي بينه وبين كل من باراك ونتانياهو, مما يدفع مردخاي للانسحاب من المنافسة لصالح باراك, وهذا احتمال يناقش في اطار حزب الوسط. في حال انسحاب مردخاي من المنافسة لصالح باراك, فإن ذلك يعزز من فرص باراك في تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة, فحسب استطلاعات الرأي فإن 67 في المائة من المصوتين لمردخاي سيصوتون لباراك في الجولة الثانية بينما سيصوت 12 في المائة لنتانياهو, ويبقى 14 في المائة اصوات عائمة, مما يعني ان مردخاي سيأخذ في الجولة الاولى من رصيد باراك الانتخابي, وفي حالة انسحابه تتعزز قدرة باراك للاطاحة بنتانياهو, لانه في حال انسحاب مردخاي من المنافسة سيضطر بقية المرشحين للانسحاب لصالح الاقرب لهم سياسياً وسينسحب بني بيجن لصالح نتانياهو, لانه لا يفضل رؤية باراك في السلطة, وسينسحب عزمي بشارة لصالح باراك, وتصبح الانتخابات الاسرائيلية جولة واحدة تحسم من سيكون في سدة السلطة في اسرائيل وفي هذا السيناريو فرصة باراك اكبر بكثير من فرصة نتانياهو. السيناريو الثاني في حال إصرار مردخاي مرشح حزب الوسط على خوض انتخابات رئاسة الوزراء, فان الانتخابات الاسرائيلية ستوجه الى جولة ثانية, ومرشح حزب الوسط لن يستطيع تجاوز أي من باراك أو نتانياهو في الجولة الأولى, لأن أحسن استطلاعات الرأي اعطته 18% من الأصوات, مما يجعل الفارق بينه وبين كل من باراك ونتانياهو كبيرا, وبذلك ستنحصر الجولة الثانية بين باراك ونتانياهو, في الجولة الأولى ينتخب الاسرائيليون رئيس الحكومة وأعضاء الكنيست وهو ما يدفع عدد أكبر من الاسرائيليين للذهاب الى صناديق الاقتراع سواء كان من ناخبي الأحزاب الكبيرة أم ناخبي الأحزاب الصغيرة, فهناك دافع أكبر للناخب الاسرائيلي للتوجه لصناديق الاقتراع, أما في الجولة الثانية من الانتخابات, فان انتخابات اعضاء الكنيست تكون قد حسمت, وبذلك يكون الدافع للناخب الاسرائيلي خاصة من الأحزاب الصغيرة والعرب أقل للذهاب الى صناديق الاقتراع, وفي هذه الحالة تصبح قدرة الأحزاب على حشد الناخبين عاملا حاسما في تحديد من سيكون على رأس السلطة في اسرائيل, وفي هذه الحالة فإن قدرة الليكود والأحزاب القريبة منه أكثر قدرة على حشد الناخبين, وبذلك تكون الفرصة أكبر لنتانياهو للفوز في رئاسة الحكومة, خاصة في ظل الاسترخاء والكسل الذي يعاني منه جمهور اليسار الاسرائيلي, فالجولة الثانية من الانتخابات هي فرصة نتانياهو للعودة مرة أخرى للسلطة. السيناريو الثالث وهو الوصول الى دورة ثانية في الانتخابات, بعد ان تكون الدورة الأولى قد حسمت أغلبية مانعة لحزب العمل في الكنيست, تمنع نتانياهو من تشكيل حكومة ائتلاف مع الأحزاب الصغيرة, وهذا الاحتمال تشير له استطلاعات الرأي بشأن التصويت لأعضاء الكنيست, ويكون هذا الوضع جديدا على الساحة السياسية الاسرائيلية حيث ينتمي رئيس الحكومة الى حزب سياسي فيما أكثرية أعضاء الكنيست تؤيد المعارضة, وهذا ما يدفع نتانياهو والساحة السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في اسرائيل, بحيث يكون نتانياهو رئيس الحكومة, وباراك نائبه ووزير خارجيته أو دفاعه, مما يعني تشكيل حكومة في اسرائيل مشلولة غير قادرة على السير في أي اتجاه, خاصة وان المطلوب من اسرائيل في الفترة المقبلة, أكبر من قدرة الاحزاب على الاستجابة لها, مما سيجعل الحكومة حكومة تجميد وتأجيل كل القضايا الى المستقبل, مما يقود مرة أخرى الى انتخابات مبكرة في اسرائيل مرة أخرى. ان السيناريوهات المحتملة لاتجاه الانتخابات في اسرائيل, تشير الى ان النخبة السياسية الاسرائيلية, غير قادرة على حسم موقفها من القضايا المطروحة على اسرائيل, خاصة قضايا الحل النهائي مع الفلسطينيين, وتشير البرامج الانتخابية للمرشحين الأوفر حظا في الفوز بمنصب رئيس الوزراء, الى ان هذه القضايا تشكل خطا أحمر اسرائيليا, لايمكن لأي من الأحزاب الاسرائيلية ان تخطو خطوات جدية لحلها, مما يعني ان اياً كان السيناريو الذي سيحصل ستتجه المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية نحو الشلل بشأن قضايا الحل النهائي, لذلك يمكن القول ان الساحة السياسية الاسرائيلية لا تزال غير ناضجة لحل جدي مع الفلسطينيين. كاتبة فلسطينية

Email