رأي البيان: قمة أبوظبي رهان على المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

جسدت قمة أبوظبي الثلاثية امس برعاية صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة, وبحضور الرئيس المصري حسني مبارك, والعاهل الاردني الملك عبدالله روح التضامن العربي والدعوة إلى لم الشمل . وجاءت القمة الثلاثية استجابة واضحة لدعوة زايد الدؤوبة لاستعادة التضامن العربي وثمرة لجهود صاحب السمو رئيس الدولة لتوطيد علاقات التعاون, وترسيخ جسور التضامن, وتذويب الخلافات انطلاقا من حرص الامارات وحدبها على اعلاء قيمة صرح العروبة, وتغليب الصالح القومي, ايمانا منها بأن مصلحة كل قطر عربي وصون امنه الوطني تكمن اساسا في صون الامن القومي العربي في اطاره الشامل, وان لا مجال لفصل الصالح الوطني عن الصالح القومي. وتكتسب قمة أبوظبي الثلاثية اهميتها القصوى من كونها جاءت في توقيت بالغ الدلالة ويشكل نقطة تحول على الصعيدين الاقليمي والدولي, ويفرض ضرورة تفعيل التنسيق والتشاور بين القيادات العربية وصولا إلى صياغة موقف عربي موحد تجاه تعثر عملية السلام, وتصاعد التشدد الاسرائيلي كمحصلة للانحياز الامريكي. وتصب اهمية قمة أبوظبي الثلاثية في قناة التشاور لتشكيل رؤية عربية موحدة تجاه المهددات الطارئة والتحديات التي تواجه الامن القومي العربي من الخليج إلى المحيط. وترسي قمة أبوظبي الثلاثية قيمة دبلوماسية النفس الطويل والرهان على النهج التدرجي باعتماد القمم الثنائية والثلاثية لتعبيد الطريق امام انعقاد القمة الشاملة لاحياء التضامن العربي وتخليص الجسم العربي من امراض مرحلة التمزق والشتات. والامل معقود على سريان روح قمة أبوظبي, واعمال الدعوة لاحياء التضامن العربي قبل فوات الاوان, والرهان كبير على نجاحنا وتجاوزنا هوة الخلاف, فلقد احتضنت قمة أبوظبي قيادتي مصر والاردن بمالهما من مكانة ودور محوري في تطورات الاوضاع العربية الراهنة.

Email