ابجديات:بقلم-عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الزحام والتوتر والازمات الاقتصادية اضافة لما يحدث من مشاكل وما نصطدم به يوميا من مآس انسانية وبشاعات على مستوى العالم, هذه وغيرها كثير قد تكون سببا مباشرا في اصابة انسان اليوم بحالة من حالات الاكتئاب . ويعتبر الاكتئاب بنوعيه البسيط والجسيم من اكثر الامراض النفسية انتشارا على المستوى البشري, وان كانت دول اوروبا وامريكا واليابان تقدم احصائيات طبية دقيقة عن مدى انتشار هذه الحالات بين شعوبها, فان اغلب دولنا العربية وبعض دول امريكا الجنوبية وافريقيا تعلن سياجا من التكتم احيانا ومن الجهل واللا مبالاة احيانا اخرى حول امور كهذه. في مصر خرجت الجمعية المصرية للطب النفسي على قاعدة التكتم هذه واعلنت ارقاما مذهلة في مجال اصابة المصريين بالاكتئاب وذلك في المؤتمر السنوي العالمي الذي افتتح بالقاهرة منذ اسبوعين. والارقام تقول ان هناك 12 مليون مواطن مصري يصابون باكتئاب بسيط إلى جانب 4 ملايين ونصف المليون مصابين بالاكتئاب الجسيم الذي يتطلب العلاج, والارقام مخيفة, لكن العالمين ببواطن الامور في مجالات الطب النفسي يعتبرون ذلك امرا عاديا في ظل حياة لاهثة ومهددة كالتي يحياها انسان المدينة وهو على مشارف القرن الحادي والعشرين, أو كما يصف بعض الاطباء قائلا: اننا نعيش الان ما يسمى بعصر الاكتئاب. وكم يكون الامر قاسيا حين نصطدم بحقيقة اخرى اكثر رعبا كشفتها دراسة ميدانية حديثة اجراها قسم بحوث الطفل بكلية البنات بجامعة عين شمس بالقاهرة مفادها ان 85% من اطفال الحضانة بمصر يعانون من مشكلات نفسية تتركز حول انحراف في النمو الوجداني غير القابل للتدارك, اضافة إلى ظهور نقص عقلي وجسمي ملحوظ. ما يجب الانتباه اليه جيدا هو التالي: ان الاطفال الاكثر معاناة من هذه الامراض هم اولئك الذين يلتحقون بالحضانات قبل الثالثة من العمر بينما تقل كثيرا عند الاطفال الذين يلتحقون بالحضانة بين الرابعة والسادسة من اعمارهم, بينما يعتبر الطفل الذي لا يلتحق بحضانة نهائيا هو الاسعد حظا والاكثر تمتعا بطفولة سعيدة خالية من الامراض, والسبب كما تقول الدراسة يكمن في عدم انفصاله عن الام حيث العمر المقبول لحدوث الانفصال هو ما بين الرابعة والخامسة من العمر وليس قبل ذلك ابدا. لقد وصل الكبار إلى العيادات النفسية بسبب القلق والاكتئاب لاسباب نعرفها, لكن على من تقع المسؤولية في وصول الاطفال لهذه العيادات؟ والتي يقول بعض اصحابها اننا سنتناقل قريبا اخبار انتحار الاطفال بسبب الامراض النفسية؟

Email