أبجديات:بقلم-عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لايدفعنا أحد لمحبة الوطن او الانتماء إليه, وحدنا نكتشف هذا الحب ونمارسه بالطريقة التي نختارها, ولايهمنا بعد ذلك ماذا يفهم الآخرون؟ وكيف يفسرون انتماءنا وعشقنا لهذا المتغلغل في الداخل قبل الميلاد .. الوطن, الأمر الأكيد أننا لم نحبه لنتكسب من هذا الحب أو لنزايد عليه أو حتى نتصارع مع آخرين على مناصب او وظائف . وأظن بأن الوطن هو القضية الوحيدة التي اذا حملتها بصدق فلن تكسب شيئا سوى نفسك, واذا حملتها بنفاق فستكسب كل شيء وتخسر نفسك والوطن, وهذا هو ردنا الوحيد على كل من يعتقد بأننا حينما نصرخ في وجه الخطأ أو نرغب في تبديد سحب الدخان بفتح النوافذ وتنقية الأجواء فانما نفعل ذلك لغاية في نفوسنا او تصفية لمواقف شخصية مع البعض أو تصيدا لأخطاء الآخرين في البرك الآسنة. السلطة السياسية متمثلة في ارفع قياداتها وأسمائها تضعنا في تحد حاسم وحازم, والمطلوب الارتقاء بمستوى الأداء والاصرار على مبدأي التميز والجودة, وكل الجوائز التي ترصدها هذه السلطة تقول ذلك بشكل واضح وعملي واظنه مفهوما بشكل كاف. اذا فلا مجال للتشكيك أو الحفر من خلف الظهور لهؤلاء الذين يتفقون مع السلطة في توجهاتها التطويرية الى درجة التطابق, ليس انتفاعا ولا لأهواء شخصية وانما لما يقتضيه ذلك الحب والانتماء الذي بدأنا به كلامنا. وحين يصر سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على ان لا مكان للتعشيش والتخلف, فهو لا يفعل اكثر من اطلاق رصاصة الرحمة على مخابىء الرداءة والفساد والترهل والاوضاع الخاطئة التي ترعى في جسد اجهزتنا الحكومية بكل مستوياتها الادارية والخدمية, بينما لايفعل الكثيرون شيئا سوى التفرج والشكوى واحيانا الاستفادة من الفساد والخلل على حساب المصلحة العامة. وحينما يضع سموه استراتيجيات التغيير وحوافز التميز, فانه ينتقل وبشكل ديناميكي مطلوب من وضعية واصف المشكلة والشاكي منها, الى موقع المعالج وواضع الحلول, وهي الانطلاقة التي اصبحنا في حاجة ماسة اليها, فحلول مشكلاتنا بين ايدينا, لا تحتاج لخبراء ننفق عليهم الملايين دون ادنى نتيجة, ولا نحتاج الى خطب رنانة, وحرب اشاعات وتشكيك, ومكاتب استشارات من اركان المعمورة, نحن بحاجة لأن نبدأ من المكان الصحيح أولا, وبقناعة ايمانية راسخة بقدرتنا على تجاوز الأزمات بعيدا عن العقد والامراض النفسية وبفهم واضح لا لبس فيه لهذه الأزمات, بذلك وحده نكون قد بدأنا رحلة ألالف ميل, وكل من يريد أن يعرقل المسيرة بعد ذلك لأسباب خاصة عنده, فليقدم كشف حساباته, ولنجلس جميعا على مائدة حكمها الوحيد الوطن!!

Email