لا كرامة لنبي في وطنه:بقلم- عادل حمودة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو صحيحا ان لا كرامة لنبي في وطنه وبين أهله.. وان الولي البعيد سره (باتع) .. وان زمار الحي لا يطرب . انها أمثلة شعبية.. شائعة.. نكاد نرددها كلما وجدنا موهبة تحاول ان تصعد الى القمة في بلادنا.. وهي مزروعة بالخناجر والسكاكين.. يقطر دمها في نزيف يثير الشماتة.. لا الشهامة.. فانها ما هربت هذه الموهبة الى خارج الحدود.. ونجحت بأي لغة اخرى غير اللغة العربية رحنا نتمسح فيها.. ونصفق لها.. وندعوها الى مهرجانات التقدير والتكريم.. وربما رحنا نضرب أنفسنا بالسيوف والجنازير.. كما فعل انصار الحسين ندما على قتله. لقد تفجرت هذه المشاعر في صدري وانا اقطع مساحات الصمت والتجاهل العريضة التي نتعامل بها مع الدكتور اسماعيل سراج الدين.. المرشح المصري لرئاسة اليونسكو.. المنظمة الرسمية للامم المتحدة المسؤولة عن رعاية الثقافة والحضارة البشرية وتنمية الضمائر في زمن كل شيء فيه للبيع لأعلي سعر في البورصة. لم نهتم بخبر على هذه الدرجة من الأهمية والكرامة الوطنية.. فقد ابتلعتنا امرأة تبدو مثل سيارة نصف نقل اسمها مونيكا لوينسكي.. كان ترهل جسدها.. والشحم الزائد في ساقيها.. وفي مؤخرتها اكثر اهمية من افكار واحلام مثقف مصري مهم.. يصعد دون مساندة من وطنه رئاسة اليونسكو.. المنظمة العالمية المسؤولة عن الموهوبين.. والمبدعين.. والذين يرفضون وضع العقول في قوالب وأثواب ضيقة على طريقة الأحذية الحديدية الصينية. كنت اتمنى ان يحظى اسماعيل سراج الدين بكلمة واحدة امام كل صفحة تفرد لحياة وغراميات اسطورة نهاية القرن.. مونيكا لوينسكي.. كلمة نجاح واحدة امام مسرحية كاملة من الفضائح.. حرف واحد من الاحترام امام اكوام متتالية من النميمة.. التي نقزقزها في الليل ثم نتركها على أبواب بيوتنا كل صباح. لقد تسابقنا في منافسة محمومة على معرفة اين ولدت مونيكا.. ونوع الحليب الذي رضعته.. واول قبلة من اول (بوي فرند) .. واول كلب اشترته.. والمعبد اليهودي التي تلقت فيه البركة.. والتوبة.. والموسيقى التي تثير اعصابها.. والموسيقى التي تحولها وهي تراقص رجلا الى قطعة من الملبن.. ورأيها في العولمة والايديولوجية والنظريات السياسية والافكار الدينية.. وياسر عرفات.. وحزب الله.. واسعار البترول.. والختان.. ونقل الاعضاء.. ولم يبق سوى ان نعرف رأيها في مترو انفاق القاهرة.. وقد وصل بنا الجنون بها الى حد انها اصبحت عنوانا لمسرحية نعرضها في ـ زهو وفخر ـ في بيروت.. علامة على تلطيخ ما تبقى من سمعتنا الفنية في خارج الحدود. وفي المقابل.. لم نعرف.. ولم نهتم ان نعرف.. من هو هذا المواطن المصري الذي يريد ان يلف نفسه بعلم مصر وهو يصعد سلالم اليونسكو في باريس.. ليصبح مندوبا عنا في عاصمة الذوق والنور.. وامتدادا عصريا للمسلة الفرعونية التي تخرق سماء العاصمة الفرنسية في شموخ وكبرياء عمره من عمر الزمن. ولد اسماعيل سراج الدين في القاهرة.. عام 1945 في الجيزة.. جده لأمه هو علي باشا ابراهيم.. رائد الطب الشهير في مصر.. واغلب الظن ان حفيده ورث عنه النبوغ فقد تخرج اسماعيل سراج الدين في كلية الهندسة.. جامعة القاهرة (لا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وهو خطأ شائع في الصحف المصرية) في عام 1964 وعمره اقل من 20 سنة.. وقد حصل على منحة من جامعة هارفارد الامريكية بعد اسابيع من تعيينه معيدا في هندسة القاهرة.. وسمح له زكريا محيي الدين رئيس الوزراء ـ تقديرا لنبوغه ـ بالسفر متجاوزا امر التكليف الذي كان على الخريج تأديته وتنفيذه... ولكن قبل السفر الى الولايات المتحدة الامريكية توفي والده ــ وكان مهندسا ومقاولا ــ في حادث سيارة وهو عائد من الغردقة بعد رحلة صيد.. كان يمارس فيها هواية لم تكن منتشرة في ذلك الوقت.. وكان كثيرا ما يفوز في مسابقاتها.. وبعد وفاته تولت تربيته هو وشقيقته (هدى) .. والام هي الدكتورة ليلى ابراهيم.. كانت تقوم بتدريس الآثار.. ويبدو ان الابن قد ورث عن أبيه هواية مشابهة.. هي الغوص في البحر الأحمر.. وقد ألف كتابا عن الشعب المرجانية وتدميرها وسحقها والقسوة التي تعامل بها.. وأطلق استغاثة دولية لحمايتها. في هارفارد حصل على كل دراساته العليا حتى الدكتوراه في العمارة الهندسية وعمره أقل من 30 سنة.. وكانت معه في وقت هناك مبكر زوجته (نيفين) ابنة الدكتور ابراهيم بيومي مدكور الذي شغل رئاسة مجمع اللغة العربية.. وهناك أيضا أنجب ابنه الوحيد عمر. لكن بجانب دراساته المعمارية والهندسية اهتم بالدراسات الانسانية والعلوم الاجتماعية ومشاكل الفقراء والمهمشين.. وفيما بعد حصل على سبع دكتوراه فخرية.. واحدة في علم الاجتماع في بوخارست برومانيا عام 1996.. وأربع في العلوم الزراعية من جامعة ملبورن باستراليا في العام نفسه.. ومن معهد البحوث الزراعية في الهند عام 1997 ومن جامعة بنجاب الزراعية في الهند أيضا في عام 1998 ومن جامعة تاميل للعلوم الطبية وعلوم الحيوان في الهند كذلك وفي العام الماضي حصل على الدكتوراه في الشؤون الدولية من الجامعة الامريكية في واشنطن.. وفي ادارة الموارد الطبيعية من جامعة أوهايو الأمريكية.. وبينما تقرأ هذه السطور وترتشف القهوة ــ التي يسميها اليابانيون دموع البن ــ يكون هو في طريقه ليتسلم الدكتوراه الفخرية عن مجمل أعماله من المؤسسة القومية للفنون والمهن في باريس.. وهي مؤسسة عمرها 200 سنة.. ولم تمنح هذا التقدير والتكريم الا لشخض واحد غيره على مستوى العالم. ان النجاح هو أجمل شعور عرفه الانسان والظلم هو الشعور الأسوأ.. النجاح هو عناق الانسان مع الآخرين.. يصلنا بهم.. ويوحدنا معهم.. هو هواء مشاع يتنفسه الجميع.. وعملة دولية واحدة تصلح للصرف في كل مكان على وجه الارض.. ومما لا شك فيه ان خريطة العالم تنكمش وتضيق وحدود الدول تذوب وتتساقط أمام الأشخاص الذين يحترفون النجاح.. لذلك فقد سارع البنك الدولي بضم اسماعيل سراج الدين اليه منذ عام 1974 وقد راح يتدرب في مناصبه حتى أصبح أصغر نائب لرئيس البنك لشؤون التنمية والبيئة.. وشغل هذا الموقع حتى عام 1997.. لكن قبل ان يتركه تولى ادارة المجموعة الاستشارية الدولية للأبحاث الزراعية (ولها 16 مركزا في العالم) من عام 1994.. ورئاسة المجموعة الاستشارية الدولية لمساعدة أفقر الفقراء (وعددهم 800 مليون في العالم) منذ عام 1995.. والمفوضية الدولية لقضية المياه منذ عام 1996.. وهي المسؤولة عن تقديم تقرير المياه في القرن المقبل.. وسيكون جاهزا في 22 مارس من العام المقبل. وتبدو من صفحات الانترنت عنه انه متعدد ومتنوع الاهتمامات.. من المياه الى العولمة.. ومن البيئة الى التنمية.. ومن العمارة الى الأدب.. ومن حقوق الانسان الى التراث الانساني.. ومن التربة الى الشعب المرجانية.. ومن ثم ليست صدفة ان يدمن شكسبير والمتنبي.. وأن يلقي محاضرات متمكنة عنهما معا في القاهرة وواشنطن.. وليست صدفة ان يكون عضو لجنة التحكيم في جائزة (أغاغان) الدولية للعمارة.. وليست صدفة ان يتحمس العالم لترشيحه مديرا لليونسكو خلفا للبروفيسور فريدريكو ماريو الذي ستنتهي دورته الثانية والأخيرة في هذا العام.. عام 1999.. وليست صدفة أن يؤيد ترشيحه شخصيات بارزة في اليابان رغم وجود مرشح ياباني منافس له.. رغم ان اليابان تدفع حوالي 15% من ميزانية اليونسكو. وقد وقعت 150 شخصية بارزة على المستوى العالمي ــ من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.. ومن الأكثر ثراء الى الأكثر فقرا.. ومن الولايات المتحدة وروسيا وكندا وفرنسا الى الهند وباكستان وبنجلاديش على بيان تأييد لترشيحه منهم 32 شخصية حاصلة على جائزة نوبل في مختلف المجالات.. ومن مختلف دول العالم.. ووقع عليه نجيب محفوظ الذي كان واضحا انه لم يسمع عن اسماعيل سراج الدين الا وهو يوقع على البيان.. وان كان قد سمع عن منافسه في الترشيح الدكتور غازي القصيبي.. الوزير والسفير السعودي.. وقد زاره اسماعيل سراج الدين مساء الأحد الماضي في مقر ندوته الجديدة في فندق (شبرد) .. بعد ندوة ألقاها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بدعوة من عميدها الدكتور علي الدين هلال عن الثقافة والعولمة.. وبخلاف عائلة نوبل وقع على البيان شخصيات اخرى لا تقل قيمة أو أهمية.. منها بطرس غالي.. وأحمد كمال أبو المجد.. ومحمد حسنين هيكل.. ومحمد سيد أحمد.. وميلاد حنا.. وفاروق الباز.. وإبراهيم شحاتة.. وليلى تكلا.. وعلي الدين هلال.. وسعد الدين إبراهيم.. وحسين فهمي.. وهؤلاء يمثلون البريق المصري في سماء العالم. وفي البيان.. ان العالم يحتاج الآن الى يونسكو قوية ومتوهجة.. لها قيادة تتمتع برؤية واضحة.. وتستطيع ان تواجه العالم المتغير.. وتترجم المثل النبيلة التي يتضمنها دستور اليونسكو الى حقائق تؤثر على حياة الملايين من البشر.. (ومن أجل ذلك نزكي فإننا نزكي بدون تحفظ ترشيح الدكتور اسماعيل سراج الدين.. المصري الجنسية لمنصب المدير العام الجديد لليونسكو) .. و(نحن اذ نفعل ذلك نعتقد يقينا ان العالم وهو يدخل قرنا جديدا يحتاج اكثر من أي وقت مضى الى اليونسكو وهي المنظمة التي تلتزم بتنمية التعاون بين الشعوب من خلال التعليم والعلم والثقافة من أجل تكريس حكم القانون وحقوق الانسان والحريات الأساسية لكل شعوب العالم بدون تمييز بسبب الجنس أو النوع أو اللغة او الدين) . وفي البيان.. أن اليونسكو في ظل الظروف الراهنة في حاجة الى قائد جديد له رؤية (يستطيع ان يجمع الناس معا على أهداف مشتركة) .. وأن يكون مديرا أثبت فاعلية يواجه البيروقراطية.. ويغذي الابداع.. ويستقطب المواهب.. في ظل الموارد المالية المحدودة) .. وهي 22 مليون دولار.. ميزانية اليونسكو السنوية.. وهو رقم متواضع جدا.. خاصة اذا ما قورن بالأموال التي كان اسماعيل سراج الدين يديرها في البنك الدولي وهي تزيد عن 30 مليار دولار على الاقل سنويا.. وينتهي البيان الى أن اسماعيل سراج الدين يمتلك من الخبرة والخصال (ما يستجيب لكل هذه المعايير بصورة مبهرة) .. فهو يعرف ثلاث لغات.. وله أكثر من 35 كتابا و200 بحث علمي منشور.. وله علاقات مذهلة بكل رمز الضمير والرأي والإبداع في الكون.. إنه واحد من الذين يكبشون النجوم بأيديهم.. ويلامسون الشمس بجباههم.. وعندما تجلس معه فأنت تجلس مع سفير أو مندوب فوق العادة عن هؤلاء. وقد لاحظت ان شخصيات كثيرة.. شهيرة من باكستان والهند وبنجلاديش قد وقعت على البيان.. وأغلب الظن ان السبب هو دور اسماعيل سراج الدين في تقليص مساحة الفقر.. وما تحت الفقر هناك.. فقد رأس المجموعة الاستشارية لمساعد أفقر الفقراء.. من خلال تقديم قروض صغيرة (حوالي 100 مليون دولار حتى الآن) بدون فوائد.. تستهدف تحقيق العمالة الذاتية خاصة للنساء في الريف.. وهي القروض التي كانت سر نجاح (بنك الفقراء) الذي أسسه الدكتور محمد يونس. ولو رأيت اسماعيل سراج الدين وجها لوجه ستجده شخص هادىء.. متواضع.. واثق من نفسه.. لا يقول إلا ما يعرفه.. وما يؤمن به.. وستجد انه لم يفقد ارتباطه بالجذور.. ولا بمشاكل هذا الوطن.. ولم تلون لكنته ولا ملامحه ولا تصرفاته الحياة في الغربة.. وهو يفتخر بمكونات الشخصية المصرية كما يفتخر بالعمارة المصرية.. وقد أسعده وأسعدنا كثيرا أن يصفه عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بأنه مرشح الشعب المصري.. والمثقفين المصريين.. والمجتمع المدني هنا وهناك.. وهي أوصاف مناسبة لمرشح لرئاسة منظمة مثل اليونسكو.. وان كنا قد تمنينا أن تدعمه الدولة في مصر في معركته التي يمكن ان تتأثر بمناورات الدول في التصويت وهي مناورات فيها مصالح وأموال وتبادل للمصالح الضيقة البعيدة عن رؤية شاملة لمصالح العالم.. بل والكون.. وقطعا سيشعر بالحزن عندما تعطيه دول العالم المختلفة أصواتها.. ولا تعطيه بلده صوتها. وقد فكرت منذ أسابيع في الكتابة عنه.. ولكن كانت المعلومات التي رحت أجمعها شحيحة.. وخاطئة.. وهو ما أدهشني.. وأغضبني.. ان نعرف عن ثياب مونيكا ليونيسكي الداخلية ولا نعرف عن المعلومات الأولية.. على أنه مؤخرا بدأت الأقلام تتحمس.. والجامعة التي تخرج فيها تدعوه بعد غياب 35 سنة.. وولد ما يمكن أن نسميه بالدعم الشعبي وهو دعم يتزايد وفيه تقدير لشخصية مصرية حفرت نجاحها على المستوى العالمي دون مساندة او مساعدة محلية.. ومن ثم يمكن القول أننا نحن في الحقيقة نحتاجه كما يحتاجنا.. ليس لأنه نموذج لمصري موهوب.. ولا لأنه يلعب أدوارا هامة على مستوى المنظمات الدولية التي تؤثر فينا.. ولكن.. لأنه يثبت أن الانسان المصري قادر على صنع المعجزات لو أتيحت له الفرصة.. والفرصة في كثير من الأحيان تكون خارج الوطن.. والتقدير والاعجاب أيضا.. والدكتور أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب والدكتور فاروق الباز والدكتور رضا شحاته والدكتور عادل سيدره مدير جامعة تورنتو خير دليل على ذلك.. وفي داخل الوطن قد لا نصدق أن فيه كفاءات عالية القيمة الا اذا شهد العالم هذا.. والدكتور ميلاد حنا الذي لم نصدق كل ما كان يقوله الا بعد أن حصل هذا العام على جائزة سيمون بوليفار دليل على ذلك.. وربما نجيب محفوظ أيضا الذي كان يتقاضى جنيهات قليلة من رواياته حتى فاز بجائزة نوبل في الأدب.. وهناك ابراهيم كريم الذي وصفوه بالخرافة والدجل عندما راح يتحدث عن العلاج بالطب الفرعوني.. وترك مصر ليواصل أبحاثه في أوروبا والولايات المتحدة.. حيث يصدقونه هناك. ان علينا ان نقف الى جانب اسماعيل سراج الدين ــ في الانتخابات التي ستجري في نوفمبر القادم بعد ثمانية أشهر فقط ــ سواء كانت هناك موافقة رسمية على ترشيحه او لم تكن هناك هذه الموافقة موجودة.. وان كنا نتمنى أن تكون موجودة.. وان تدعمه الدولة في مصر بما لها من نفوذ وتأثير واحترام خاصة في منظمة مثل اليونسكو ترى أنها بدون مصر تخسر هي والبشرية الكثير.. ويرى العالم ان وجود مصري بصفات اسماعيل سراج الدين على رأسها ــ في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الدنيا ــ سيضيف لها الكثير. لقد أحزنني ان لا نعرف شخصية مصرية مثل اسماعيل سراج الدين في الوقت الذي نصر فيه على مواصلة الكلام والكتابة في موضوع وصل الى حد الملل والسخف.. هو حياة مونيكا ليونيسكي التي هي في النهاية فتاة كان يجب ان ينتهي بها الحال في سجون الآداب.. فلا هي قديسة راحت نحارب الفقر والمرض في مجاهل افريقيا.. ولا هي عالمة خففت باخترعاتها آلام البشرية. لنعرف هذا المصري اللامع.. العالم.. المثقف.. المتواضع.. لنكتب عنه.. لندعمه في معركته المقبلة على رئاسة اليونسكو.. لنسانده في مشواره نحو القمة.. لنقل له أن مصر تحب أبنائها.. ولا تنساهم.. ولنقل له أن كل الحب والكرامة للنبي في وطنه.. وان زمار الحي يطربنا اكثر لأنه منا وعلينا.. ويعرف مشاعرنا ويعبر عنها.. وأن الولي القريب ــ وليس البعيد فقط ــ هو أيضا صاحب كرامات.. وسره باتع. لا تقولوا له كما قال اليهود لسيدنا موسى: أذهب أنت وربك فقاتلا.. ان نحن هنا قاعدون.. ثم.. بعد أن يكسب معركته بمفرده.. نرسل له شريط كاسيت على الوجه الاول أغنية: يا حبيبتي يا مصر.. وعلى الوجه الثاني أغنية: المصريين أهمه.. ونفيض بمديحه.. وتكريمه.. بعد فوات الآوان.. مثل سيارة المطافئ التي تصل بعد أن يخمد الحريق.

Email