رأي البيان: واشنطن والمسؤولية الغائبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يوجد أي منطق مقبول يستطيع تفسير السياسة الأمريكية المزدوجة المعايير في التعامل مع قضايا العرب المحورية في هذه المرحلة, ممثلة في عملية التسوية والأزمة العراقية غير منطق غرور القوة والزهو باستعراض العضلات بعد مضي عشر سنوات على انتهاء القطبية الثنائية . فواشنطن أعطت لنفسها الحق في أن تضرب بالشرعية الدولية عرض الحائط وباتت ضرباتها العسكرية الجوية للعراق عملاً روتينيا يومياً يشبع مزاج راعي البقر الذي لم يفرق بين أهداف مدنية وأخرى عسكرية مزعومة ناهيك عن التفكير في أي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية تردعه عن التمادي في هذه العمليات المكرورة والمملة والمرفوضة. حرب الاستنزاف الطويلة التي شنتها واشنطن على العراق تؤكد عدم وضوح الرؤية لدى صانع القرار الأمريكي في التعامل مع هذا الملف, ولم يعد من المقبول الخلط ما بين هذه العمليات التي تكلف الشعب العراقي المغلوب على أمره الكثير وبين الذريعة الأمريكية المعلنة بإسقاط النظام العراقي. ولم يعد أمام واشنطن بعد التأكيدات التي تلقتها من الدول العربية والرافضة لتغيير النظام العراقي من الخارج حسبما تحاول أمريكا التسويق له, لم يعد أمامها غير اعادة النظر في سياستها والكف عن عمليات الاستنزاف اليومية التي تزيد من معاناة الشعب العراقي, وان تكف عن استغلال نفوذها في الأمم المتحدة لاحباط أي آمال في رفع الحظر المفروض على العراق تخفيفاً لمعاناة شعبه وعلى واشنطن أن تدرك أن الأفضل لها ألا تنساق وراء غرور القوة العسكرية وتعي أن هذه القوة مسؤولية يجب أن تعيها وتحسن استخدامها.

Email