مع الناس:بقلم-عبد الحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع حلول الثامنة من مساء اليوم, سيتعرف القطريون على ممثليهم في اول مجلس بلدية منتخب, وربما يكون من بين هؤلاء سيدة او اكثر حالفها النجاح ففازت بمقعد من بين المرشحين, لتكون بذلك اول قطرية تنتخب لمجلس عام, هو المجلس البلدي المركزي . وكان يمكن لقطر, التي تفتح لاول مرة في تاريخها النافذة لتجربة سياسية جديدة, هي تجربة المشاركة والانتخابات, ان تستبعد النساء من المشاركة الى حين, بذرائع العادات والتقاليد وحداثة التجربة وغير ذلك, لكي تعود فتمنحهن هذا الحق بعد سنوات من الآن, لولا ان قطر فيما يبدو لم تجزىء المواطنة الى ذكر وانثى, فالمرأة صنو الرجل, وكلاهما في الوطن سواء, واجبات وحقوقا. لهذا, فالانتخابات البلدية التي تنطلق اعتبارا من صباح اليوم في قطر, ويتسابق على مقاعدها الـ 29 حوالي 200 مرشح, ويتولى نحو 22 الف ناخب التصويت لهم, لها نكهة الاكتمال مع نكهة الحداثة والجدة معا, فصحيح انها تجرى لاول مرة الا انها مع ذلك تجرى كاملة من دون نقصان, سواء لجهة حق الترشيح, او حق التصويت معا, لكل مواطن قطري تنطبق عليه شروط الاهلية لممارسة هذين الحقين, من دون تمييز او تفريق. مع ذلك, فالطعن في أية انتخابات بالوطن العربي او دولة من العالم الثالث, نظرا لسوء السمعة وارد باستمرار, من الطعن في نزاهة الترشيح والتصويت الى نزاهة فرز الاصوات وليس انتهاء بتزوير الانتخابات كلها, وهو مايبدو ان قطر قد احتسبت له وهي تخوض اول تجاربها مع الديمقراطية , فوفرت كما تقول التقارير, اقصى مايمكن من تدابير لضمان نزاهة العملية الانتخابية وحسن سيرها بما في ذلك نزاهة الفرز الذي تتولاه لجان انتخابية في مقار الدوائر الانتخابية وبحضور المرشحين ووكلائهم فتعلن كل نتيجة فورا. ثم ان الانتخابات سوف تدور اليوم وهناك عدد من المراقبين من برلمانيين وسياسيين ومثقفين وصحفيين من العالم والوطن العربي, وفي هؤلاء من ينتمي الى تجارب ديمقراطية عريقة, لن يسكت بأية حال من الاحوال عن اي قصور او نقص او اخطاء في التجربة القطرية, في حال وقوعها, مايجعلنا نضيف الى ماسبق, ان قطر تخوض مثل هذا التطور السياسي في حياتها بكامل الثقة في النفس والقدرات وبالرغبة والتصميم على التقدم. ولهذا فان القطري الذي سوف يصحو من نومه اليوم مبكرا ويتوجه الى اقرب مقر انتخابي ليضع اسم مرشحه للمجلس البلدي في صندوق الاقتراع, لن يكون قد لبى نداء الدولة له الذي وجهته وزارة الداخلية حين خاطبته قائلة : (اخي المواطن, اختي المواطنة, تذكر يوم الاثنين 8/3/99 يوم الانتخاب والديمقراطية) , بل يكون قد لبى قبل ذلك نداء واجبه الوطني, ونداء حقه ايضا في ان يكون له رأي وصوت, فيكون مثل هذا اليوم الفريد عنده هو من اعياده السعيدة. وبطبيعة الحال, فاننا حين نرى شقيقا لنا كالقطري في عيد من اعياده وفي مناسبة من مناسباته السعيدة, لا نملك سوى ان نهنىء ونزف التمنيات بالمزيد من التقدم ان شاء الله, لما فيه مصلحة قطر, حكومة وشعبا, ووطنا ومستقبلا, فطريق الالف ميل يبدأ بخطوة, وطريق الديمقراطية يبدأ بالبلدية وماهو اقل.

Email