أبجديات:بقلم-عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تقرير نشرته احدى الدوريات البريطانية جاءت جردة القرن العشرين عجيبة هذه المرة, فتحت هذا العنوان الملفت (أقايض هتلر بالشاه) اعطى التقرير نبذة مركزة لأكثر الديكتاتوريين شهرة في القرن العشرين . التقرير تضمن 12 ديكتاتورا لاخلاف على ديكتاتوريتهم, حكموا بلدانا تنتمي لكل القارات, يلفت النظر ان أربعة فقط كانوا من أوروبا, والبقية كلها أتت من مناخ العالم الثالث, وهذا ما يؤكد ان الطغيان والديكتاتورية بضاعة شرقية خالصة. يأتي هتلر على رأس قائمة الديكتاتوريات التي عاثت في الكرة الأرضية فسادا, حكم ألمانيا وظهر جنونه خلال الحرب العالمية الثانية, ونتيجة لهذا الجنون فقد دفعت أوروبا 47 مليون قتيل بسببه حسب ما جاء في التقرير, ومن حسن حظ البشرية ان هتلر قد اختار الطريق الأسلم له وانتحر عام 1945 مع نهاية مأساة الحرب الثانية, ما يجعلنا نعتقد بأن الحل الأمثل للعديد من ديكتاتوريات هذا الزمان هو الانتحار طالما ان الانتفاضات الشعبية ومساعي الولايات المتحدة والاغتيالات لم تؤد الى أية نتيجة! في روسيا ظهر ديكتاتور لا يقل دموية عن هتلر هو جوزيف ستالين الذي واصل انجازات الثورة البلشفية باراقة المزيد من الدماء وتقديم الكثير من الأبرياء من مختلف الجمهوريات, وقد كان حصيلة ضحاياه 25 مليون انسان, ومع ذلك فقد نصبت له التماثيل وزرعت صوره الرعب في كل القلوب بشنبه الضخم المرعب, لكنه انتهى عام ,1953 وبعده بأقل من أربعين عاما انتهى الاتحاد السوفييتي نفسه, وذهبت الثورة وضحاياها أدراج رياح التاريخ وثمنا رخيصا دفعه جورباتشوف لأجل عيون العولمة وأمريكا وأطباق البيتزا اللذيذة, التي صار وجهاً دعائيا لها في الغرب. كمبوديا والصين تقاسمتا المركز الثالث في قائمة الديكتاتوريين فـ (بول بوت في الاولى وماوتسي تونج في الثانية) قدرت ضحايا طغيانهما بـمليوني انسان, ويتبعهما الجنرال بينيتو موسوليني بعدد من الضحايا يقدر بربع مليون انسان دفعتها ايطاليا التي تخلصت منه في العام 1943 لترزح اليوم تحت طغيان مافيا لا تنتهي. بعد ذلك يورد التقرير دول العالم الثالث بشكل يقول صراحة: ان هذا العالم دفع وما زال يدفع ثمن طغيان لا يتوقف, فمن عيدي أمين في افريقيا صاحب الـ 150 الف ضحية إلى أوجستو بينوشيه في تشيلي بواقع 70 ألف قتيل راحوا ضحية جبروته, إلى هاييتي حيث دفع 40 ألف انسان ثمن انحرافات وطغيان ديكتاتورها السابق دوفالييه. في محيطنا القريب يأتي شاه ايران ضمن قائمة الديكتاتوريات بعدد من الضحايا جاوز الـ 25 ألف ايراني انتقمت لهم الثورة الايرانية عام 1979 عندما قامت على يد الخميني, والشارع الايراني كله الذي عاد الآن الى طغيان من نوع آخر على يد المتشددين حراس الثورة, وهكذا هو الشرق من طغيان إلى آخر.

Email