مع الناس:بقلم-عبدالحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال مراقبون هذا الاسبوع ان حائط البيت الأبيض في واشنطن أصبح واطئاً بحيث يمكن لكل من هب ودب أن يتسلقه وينط من فوقه, وقبل أن يستعجل القارئ فيعتقد ان المقصود هم اللصوص والحرامية والفضوليون الذين يحبون التلصص على البيت الأبيض وما يجري فيه, خاصة من أحداث غير سياسية, فإني أسارع بالقول أن المقصود من كلام المراقبين هم المرشحون للرئاسة, بعد أن صارت هذه في أمريكا حلم من لا حلم له. هؤلاء المراقبون توقعوا أن يتدنى مستوى أداء السياسة الأمريكية الى الحضيض, لمجرد أن شخصيات رياضية أعلنت عزمها على ترشيح نفسها للرئاسة, ووصفوا هذا العزم بغزو (دهماء) الرياضة لترشيحات الرئاسة, وفاتهم أن الأداء السياسي الأمريكي هو في الحضيض فعلاً من دون أن يديره الرياضيون, وإنما بفضل السياسيين أنفسهم, من الذين انشغلوا في البيت الأبيض وخارجه عن السياسة بأمور اخرى من القط سوكس والكلب بادي إلى ذات الصون والعفاف الانسة مونيكا لوينسكي. المرشح الأبرز من بين الرياضيين الذي أثار حفيظة المراقبين هو المصارع الشهير هولك هوجان, الذي أعلن انه سيخوض انتخابات عام ,2000 مبرراً ان بلاده تحتاج الى أمريكي نزيه يتولى الرئاسة ويتخذ كل القرارات من أجل أمريكا أولاً, ما يشجع على تأييد مثل هذا المرشح ولو كان مصارعاً كهوجان, فعدم نزاهة الرئيس الحالي ظهر في فضائح متعددة منها لوينسكي وشرب العرب مرارتها أكثر من غيرهم في توقف مسيرة السلام, كما أن قراراته من أجل اسرائيل أولا لا تحتاج الى تعليق, فهي أوضح من شمس. وهكذا نستطيع ان نعتبر من الآن أن هولك هوجان هو مرشحنا القادم, فهو على الأقل وبحكم كونه مصارعاً يستطيع أن يفعص لنا نتانياهو ويجبره على تنفيذ قرارات السلام, كما يستطيع أن يبطح كل ديكتاتور من طراز صدام أرضاً ويقضي عليه بالضربة القاضية دون حاجة الى لعبة القط والفأر معه, من التي يدفع ثمنها حالياً شعب العراق وبقية العرب, من دون ان يلوح حل نهائي في الافق مع بقاء صدام وكلينتون على السواء. طبعاً فرص فوز هوجان كبيرة, ليس لأن حائط البيت الأبيض أصبح واطئا كما يرى المراقبون, وانما لأن مصارعاً آخر هو جيسي فنتورا فاز فعلاً كحاكم لولاية مينسوتا الكبيرة, ما يجعل فرص الرياضيين عموماً متوفرة, وما شجع لاعباً آخر, هو بيل برادي لاعب كرة السلة, على اعلان عزمه خوض انتخابات الرئاسة ايضا عام ,2000 يعتقد كثيرون بفرص عظيمة تنتظره للفوز. وبعيداً عن المراقبين وعدم رضاهم عن هجمة الرياضيين على البيت الأبيض, الذي سبق أن فاز به ممثلون ورعاة بقر وتجار فستق وسوداني, نؤيد ترشيح هوجان, لا للأسباب السابقة وحدها التي ذكرها وداعب عندنا إمكانية احداث تغيير في المنطقة لصالح شعوبها, وإنما لسبب آخر, هو ان هوجان سيكون رئيسا على أمريكا في محله, وخير من يمثلها, سواء بعضلاته أو ببطحه الخصوم أرضا, خاصة بعد انفراد أمريكا في العالم بوصفها القوة الوحيدة, فيكون هوجان الرئيس الشرعي لهذه القوة ونموذجها الأكثر سطوعاً. وهكذا فان المصارع, من بعد الممثل وبائع الفستق وغيرهما يمكن ان يكون رئيساً مقبلاً للولايات المتحدة فنعرف أن البلاد التي دخلت الألفية الثانية براعٍ للبقر رئيساً, تدخل الألفية الثالثة برئيس مصارع, فلكل زمان دولة ورجال, وها قد جاء زمان القوة والمصارعين.

Email