مع الناس: بقلم-عبدالحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرحت شخصياً للفائزين بجائزة حمدان للاداء التعليمي المتميز, من مدارس وشخصيات تربوية وطلابية على السواء, فهؤلاء وغيرهم في ميداننا التربوي ومدارسنا يعانون فعلا , لا من جور الزمان عليهم, بعد أن فقد التعليم كله هيبته, بل من إهمال وتهميش, على ما يبذلونه من جهود, اعتبرها في زمن الفضائيات والريموت كونترول والمغريات المادية تحديداً, كالجهاد, فهم بصورة أخرى كالقابضين على الجمر. غير اني من بعد تهنئة الفائزين واحداً واحداً, اتوقف مع غير الفائزين, فالجوائز, هي مؤشر على ماهو موجود في المجتمع, وهي مرآة التقدم والتطور فيه أو العكس, وذلك ما تقوله تحديداً نتائج الجوائز, ومنها نتيجة جائزة حمدان للاداء التعليمي المتميز. وهكذا فقد لاحظنا مثلا ارتفاع نسبة الجوائز التي تم حجبها, فقد وصل عددها الى 12 جائزة, وهذا دليل من بعد دلالاتها على عمل لجنة التحكيم وصرامتها في تطبيق معايير المنح, على عدم أحقية كثير من العاملين في هذا القطاع على الفوز, بسبب تدني المستوى وتخلف الأداء وتراجع المحتوى, ما جعل لجنة المنح تفضل حجب الجوائز, احقاقاً للحق, وتقييماً للمستوى من دون زيف. وعليه فإنه من بين أكثر من 15 روضة أطفال ومدرسة تأسيسية لم تجد اللجنة روضة ولا مدرسة تستحق الفوز في فئة رياض الاطفال والمدرسة التأسيسية من مدارس البنات, كذلك لم تجد من بين مدارس البنين الابتدائية والاعدادية التي تزيد على عشرين مدرسة من يستحق الفوز في المرحلتين الابتدائية والاعدادية على التوالي, ثم يمتد الحجب ليشمل مركز تعليم كبار والمدارس الخاصة بنوعيها ذات المنهج العربي والاجنبي على السواء. طبعا نتيجة المدارس الخاصة بمراحلها المختلفة وبمناهجها العربي والاجنبي على السواء والتي يزيد عددها في تقديري المتواضع على 40 مدرسة تعتبر كارثة ولا يخلو حجب الجائزة عنها من دلالته البليغة, نسبة لما يشاع أولا عن مستوى هذه المدارس مقارنة بالحكومية, ونظرا لأنها مدارس تتقاضى رسوما على التعليم فيها ثانيا, ما ينبغي والحالة هذه ان يجعلها حاصدة الجوائز, لولا أن ليس كل ما يلمع على الشاطئ سمكا. غير اننا نترك التقييم النهائي والموضوعي للتربويين في الميدان, ولربما للجنة التقييم في الجائزة نفسها التي اشرفت على الفرز وعمليات وضع المعايير, فهي ادرى بظروف المشاركين, من نوع هل حجبت هذه النسبة من الجوائز لعدم الاستحقاق فعلا ام ان المدارس لم تشترك في الاساس فانخفضت نسبة المشاركين, الا ان النتيجة النهائية تبقى سلبية لمدارس دبي, منطقة منح الجائزة, مع هذا العدد الكبير من الجوائز المحجوبة عنها, وهي نتيجة ربما أمكن تعميمها من حيث المستوى على مدارس الدولة, باعتبار ان مدارس دبي مجرد عينة عنها. ونختم بأن الجوائز, بقدر ما تعكس تقدم القطاع الذي تخدمه وتمنح فيه, بقدر ما تؤشر على خيباته ايضا وتخلفه, وفي حالة جائزة حمدان للاداء التعليمي المتميز, تعرفنا على نماذج مشرفة من المدارس والمعلمين والمديرين والطلبة وأولياء الامور استحقوا الفوز, وربما ان بعضهم سبقتهم سمعتهم الحسنة قبل ان تتوجهم الجائزة, مقابل مدارس كثيرة اخرى ومعلمين ومديرين وطلاب, ينبغي ان تكون نتائج هذه الدورة من الجائزة بمثابة جرس انذار لهم على انحدار مستواهم, فيشدون الهمة العام المقبل, ويعملون على تجاوز عثراتهم, والباقي على الله, مع انه يبقى دائما لكل مجتهد نصيب.

Email