أبجديات:بقلم-عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمر آخر مهم في سياق منهجية العمل النسائي، طرحته واحدة من أساتذة جامعة الامارات في ندوة عقدت في »البيان« حيث اكدت د. مريم لوتاه أن أغلب طروحات العمل النسائي العربي في مجملها تحاكي الحركة النسائية الغربية، فيما انطلقت لأجله وتأسست عليه . وبطبيعة الحال فإن الطرح النسائي العربي ألقى بتأثيراته على مسيرة العمل في الخليج والامارات لعدة اعتبارات نعرفها جميعا، وبذلك تكون د. لوتاه قد فتحت مجرى آخر لابد من التوقف عنده طويلا عند تقييم وتقويم الحركة النسائية في الإمارات، فماذا تقول الناشطات والمهتمات في هذا المجال؟ وبالتأكيد فانه في حالة اعتماد هذا الرأي كحقيقة، فانها ستكون الخطأ الأكبر في آلية وتوجهات الحركة النسائية في المجتمع، على اعتبار ان ما حاربت وما زالت تحارب لأجله المرأة الغربية والأمريكية مثلاً مختلف تماماً عما يجب أن يكون على قائمة أولوياتنا. ان أبسط مثال هنا مناداة الأمريكية بالمساواة في الأجر على نفس الوظيفة مع الرجل، هذا في الوقت الذي تطبق فيه الامارات مبدأ المساواة في التعليم والعمل والأجور دستوريا وتطبيقيا. فهل ندخل في عمق القضية ـــ وبدون حساسيات ـــ لنقول بأن المناديات بحقوق المرأة في المجتمع يفتقدن استراتيجية ترتيب الأولويات رغم الثقافة العالية ورغم الجهد الدؤوب وحسن النوايا والحديث الدائم في كل المحافل في قضايا المرأة، ولكن على طريقة التنظير والتفلسف في أغلب الأوقات. ان المرأة عامة، العاملة والموظفة، المتزوجة وغير المتزوجة، تحتاج لمن يتبنى قضاياها الحقيقية والملحة وليس لمن يزايد على هذه القضايا بطريقة استعراضية أقرب لليوتوبيا أحيانا. ان قضايا مثل: تحسين ظروف العمل، اجازة الأمومة، مشروع الحضانات المرفقة بالمدارس، سنوات التقاعد، قانون الأحوال الشخصية، وخاصة فيما يتعلق بالطلاق، المطالبة بانشاء مراكز للارشاد الأسري والشؤون الزوجية، تبني المطالبة بادخال برامج التوعية الأسرية وقضايا المرأة في مناهج التربية والتعليم، وفي القنوات التلفزيونية .. إلخ. نحن هنا نتحدث عن مشاريع وخطط ذات برامج محددة وليس مجرد ندوات ومحاضرات وكفى الله الجمعيات شر القتال. ان مطالب كهذه نحملها بصدق ونثابر لتحقيقها بموضوعية ونزاهة بعيدا عن الأغراض الشخصية والاستعراض الاجتماعي، قد تكون برامج عمل نسائية اجتماعية فعالة وذات مردود ايجابي على مسيرة الحركة النسائية إذا ما أحسن توظيفها وتحقيقها، لأنها ستعطي صورة ايجابية وواضحة لهذا المفهوم الغامض الذي يقول البعض انه لا ولم يفهمه حتى الآن »قضية المرأة«! كما انه بالتأكيد سيزيل هذا الجفاء الواضح بين القاعدة النسائية و»الصفوة« الناطقة باسم المرأة. لقد آن الأوان لنسأل أنفسنا وبصدق: هل الممارسة السياسية المطروحة الآن على بساط الحديث، محصورة فقط في العمل النيابي البرلماني؟ الا تعتبر الكتابة الصحفية مثلاً في شؤون الوطن عملاً سياسيا؟ ألا يعتبر عقد مؤتمر لمناقشة قضايا المرأة عملاً سياسياً يدخل في نطاق الحقوق السياسية المتمثلة في حرية التعبير؟ الا تعتبر البرامج الجماهيرية المذاعة على الهواء لمناقشة أمور المجتمع في الاذاعة والتلفزيون شكلاً آخر للممارسة السياسية؟ ... وللحديث صلة

Email