ابجديات:بقلم-عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تساءل رئيس المجلس الوطني السيد محمد خليفة بن حبتور بشيء من الحرص وكثير من الصدق: أريد أن أعرف ما الذي تريده المرأة تحديداً من المجلس الوطني ؟ نحن نريد أن نعرف لان ذلك يهمنا أولا, ولاننا نعتقد بأنه قد يكون هناك ما هو خافٍ علينا مع اننا نحاول جهدنا فيما يتعلق بقضايا وشؤون المرأة, ولاننا نستشعر من واقع المجتمع نوعا من عدم التوافق في المطالب والرؤى العامة بين شرائح النساء!! جاء ذلك في لقاء سعادته مع أحد الأخوة الصحفيين, وقد نقل لي هذا الأخ تساؤل السيد الحبتور كما طرحه تماماً. دعوني أولا أُحيي مبادرة السيد رئيس المجلس الوطني, فالتساؤل والبحث عن اجابة في هذا الاتجاه المحدد والواضح يعتبر الخطوة الاولى والصحيحة في طريق المرأة نحو تثبيت المطالب والسعي نحو المزيد واثبات التواجد وبقوة وكفاءة على الساحة العامة وخاصة السياسية. إن أول ما يجب الاعتراف به هو أن أسوأ وأخطر ما مر به مجتمعنا في حراكه الاجتماعي هو ما يعرف بالقفز على المراحل اختصارا لاوقات ومجهودات التنمية والبناء واللحاق بالآخرين لتعويض ما فات, وقد ثبت أن هذه الاستراتيجية لم تكن في صالحنا أبدا خاصة في الجوانب الاجتماعية. الأمر الآخر هو أن المرأة وهذه قضية تقترب من المسلمات ربما, في المجتمع الخليجي عامة ومجتمع الامارات خاصة, قد اتيح لها من امكانيات وظروف التفاعل واثبات المكانة وحصد الثمار ونيل الحقوق مالا يمكن تخيل انجازه في اي زمان واي مجتمع وخلال هذا الزمن القياسي من عمر دولة تخطو نحو عامها الثامن والعشرين. واذا نحن ابتعدنا ــ كجدل ثقافي لا نستطيع التخلي عنه ــ عن الاحصاءات الرسمية والدولية وصرنا نشكك فيها او نحللها او نتجادل حول دلالاتها فاننا لا بد أن نقر بان هذه البيانات والاحصاءات ان لم تكن صحيحة بنسبة 100% فانها صحيحة الى حد بعيد والشواهد لا تخفى ابدا. يبقى في موضوع المرأة أولويات كثيرة, ويبقى أن نقف أمام هذه الدعوة للدخول في المعترك السياسي, وقد صرحت الشيخة فاطمة بنت مبارك حرم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بذلك منذ أيام قليلة, مؤكدة أن المرأة قد امتلكت في مجتمعنا مبررات هذا الدخول وبجدارة. هذه الثقة, وهذا التعضيد ومن اعلى مستويات القيادة السياسية انجاز في حد ذاته, يجب ألا تفوته المرأة, لكنها يجب ايضا ان تتحمله بوعي وبحرص شديدين فعندما تتيح قيادة واعية لشعبها, ممارسة حضارية وبهذا الدعم وللمرأة تحديدا, فانها تضع على كاهل هذه المرأة ساعتها اعباء ومسؤوليات, وتطالبها بمنهجية واجندة عمل واقعية ورؤية عامة واضحة وجماعية, وهذه أمور ليست سهلة أبدا, ولا ندري فيما اذا كانت موجودة فعلا أم أن الحركة النسائية تسير بقانون الدفع الذاتي. وعندما يسأل رئيس المجلس الوطني سؤاله الذي صدرنا به المقال, فإن مفارقة واضحة تعترض سياق الطرح كله, هو أن الحوار بين المرأة والرجل وخاصة في ميدان العمل البرلماني وصناعة القرار, حوار مقطوع أو غير موجود من الاساس, وهنا نقبض على اول الخيط, ان المرأة تصرخ في فضاءات مختلفة, ومنذ زمن بعيد, لكن صوتها لم يصل على ما يبدو لمن يهمه الأمر, وهذه أول بدايات الخطأ في منهجية الحركة النسائية. ... وللحديث صلة

Email