رأي البيان: تأييد فرنسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزايدت نغمة الحديث الفلسطيني مرة أخرى عن إقامة الدولة المستقلة في موعدها المقرر في مايو المقبل وخاصة بعد افتتاح مطار غزة الذي اعتبر رمزا مهما للسيادة . ولعل اختيار عرفات لباريس لتكون محطته الخارجية الاولى بعد افتتاح المطار مباشرة يرجع لكون الرئيس شيراك يرى منذ زمن طويل حق الفلسطينيين في اقامة الدولة وهو الحق الذي اعلنه مرارا وتكرارا بالرغم من غضب اسرائيل وعدم رضا واشنطن. ويكتسب تأكيد فرنسا على موقفها في هذا الوقت بالذات اهمية كبرى نظرا للمعارك الكلامية الحادة بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول اعلان الدولة والتي وصلت لحد اعداد اسرائيل لخطط لاغتيال الرئيس الفلسطيني كخطوة اولى اذا ما اعلن الدولة تليها احتلال قواتها لاراضي الضفة الغربية وغزة. والولايات المتحدة ليست بعيدة بالطبع عن ذلك الجدل, فلقد تدخلت لاقناع عرفات بعدم استقلال اجتماعات الدورة الاخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة لشن حملة دبلوماسية لحشد تأييد اكبر عدد من قادة دول العالم, كما اقنعته بعدم التركيز على تلك النقطة في خطابه امام الجمعية حتى لا يؤثر ذلك على ما أعدته واشنطن لاستئناف المفاوضات التي اسفرت عن اتفاق واي بلانتيشن. واذا كانت الاتهامات الموجهة للفلسطينيين كثيرة فيما يتعلق بتقديم تنازلات في اتفاق واي خاصة فيما يتعلق بالامن فإن التصميم الفلسطيني على اعلان الدولة يبدو حاسما ويبدو كذلك ان اسرائيل تشعر بجدية عرفات التامة فتخرج منها احيانا اشارات تؤكد استعدادها المبدئي لتلك الخطوة ولكن مقابل الحصول على تنازلات كالعادة. ولعل تصريح الارهابي شارون بموافقته على اقامة دولة فلسطينية ولكن على جزء صغير من الارض افضل من حكم ذاتي على مساحة كبيرة يكشف عن حقيقة الموقف الاسرائيلي من الدولة الفلسطينية.

Email