ابجديات:بقلم-عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعيدا عن الحساسيات, والدوران في متاهة الاتهام والدفاع, نحن اليوم في مواجهة الاعلام, خاصة وان مؤتمر وزراء الثقافة والاعلام مازال يسمع ضجيج كلماته وقراراته في ارجاء العالم العربي , وعليه فذات السؤال القديم نطرحه مجددا: اين المواطن في اعلام الامارات؟ وكيف يتم تقديمه عبر الفضائيات للعالم كله؟ ولا احمل شيئا من اساءة الظن, ولا اظنني وقعت في سوء الفهم, ولكنني متلبسة حتى نهاياتي بالحساسية والغضب ازاء كل ما من شأنه ان يسيء لصورة الامارات او يعطي انطباعا سلبيا عن المواطن وهذا حق لاينكره عليّ احد, فما العمل حين يخطىء اعلامنا المواطن في حقنا؟ اظن أنه يحق لنا ان ندافع وان كان مفترضا الا ندفع لهذه الدائرة ابدا! لقد ذكرت ملاحظاتي مفصلة لمقدم برنامج (الشارع العربي) من تلفزيون الشارقة, وانا اذكرها هنا من باب تعميم الرأي لكل الاعلام, فارجو ان تتسع الصدور, وان يكون اختلافنا رفيعا ومثمرا. لقد قدم البرنامج الاسبوع الماضي حلقة حول اتفاقية (الجات) او ما يعرف بتحرير التجارة العالمية, وفي مقدمة برنامجه حرص المقدم على استقراء رأي الشارع ليستدل او ليقدم صورة ما للآخرين الذين يتلقون رسالته الاعلامية لمدى تفاعل الانسان العربي مع الاحداث المحيطة به, ومدى استشعاره للاخطار والمؤامرات التي تحاك ضده, كاسرا بذلك نمطية البرامج المملة وهذا توجه جيد يشكر عليه. ولكن! الملاحظة التي لم استطع تحاشي تأثيرها, والصورة التي تكونت في مخيلتي, ان كل الذين سئلوا من كل الجنسيات العربية كانوا ملمين بالموضوع وعلى دراية وثقافة معقولة فيما يتعلق بالقضية المطروحة, باستثناء المواطن, فاغلب ان لم يكن كل المواطنين الذين سئلوا عن (الجات) , قدموا اما معلومات خاطئة, او كلاما لايفهم منه الا شيء واحد هو ان صاحبه يلف ويدور حول امر لا علم له به! في المحصلة النهائية نقل البرنامج صورة انطباعية سلبية خلاصتها ان المواطن لايفقه شيئا, وان كل العرب المقيمين على ارض الامارات هم افضل منه واكثر علما, وبمعنى آخر الكل يقرأ ويطلع ويسلح نفسه بينما المواطن في فلك آخر, وفي النهاية, فإن كل ما نقوم به لاقناع الآخرين والرد عليهم وتفنيد اتهاماتهم ضدنا, يأتي اعلامنا ليؤكد هذه الاتهامات الباطلة, بل وينقلها جاهزة للآخرين, ثم يدافع عن نفسه بمقولة (حسن النية) وعدم القصد! اذن يتوجب علينا ان نذكره بمثل يقول: (الطريق الى جهنم مفروشة بحسن النوايا دائما) ! لم يكن صعبا على هذا البرنامج او اي برنامج مشابه ان يتعب في اعداد لقاء مع مواطن ملم ومطلع وما اكثرهم, او ان يطلعه على القضية كما يفعل مع غيره, او ان ينتقي الاشخاص من ذوى الثقافة والمعرفة, فالاعلام في كل ميادينه مهنة بحث عن الحقيقة في ساحات تضج بالتعب والآلام, المهم ان يقدم صورة جيدة ولا اقول مضللة, ولكن من الظلم ان ينقل صورة سلبية لدولة تجهد نفسها وعلى اعلى مستويات القيادة فيها لنكون الافضل ثقافة واقتصادا وتنمية.... الخ. ثم تأتي ربع ساعة تلفزيونية لتهدم كل هذا! في ظل مؤتمر للثقافة والاعلام وكلمات كالتي ألقاها الشيخ سلطان القاسمي والشيخ عبدالله بن زايد يحق لنا ان نرفع صوتنا عاليا لانه يصب في نفس المجرى.

Email