نحو مؤتمر شعبي فلسطيني عام في الشتات:بقلم- نايف حواتمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشهد الفلسطيني بدأ يشق طريقه نحو معارضة موحدة, فقوى المعارضة الوطنية الفلسطينية التقت مؤخرا في مكتب الاستاذ خالد الفاهوم بدمشق من اجل تدارس كل الاوضاع الفلسطينية بعد اعلان (واي ريفير) وهذه الاجتماعات لا مهمة لها سوى توحيد جهود المعارضة بالداخل والشتات من اجل الوصول الى تحقيق درجة متقدمة في عملية الصراع ضد اتفاقيات الاذعان وتجاوزها على ارض الواقع. نحن اجتمعنا بدمشق وحصلت اجتماعات في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة تحضيرا لمؤتمرات وطنية موسعة في الوطن المحتل, والعملية ستتابع بشكل مستمر لتحشيد الطيف الواسع جدا من الاطر والقوى والفعاليات ولاعلان الصوت الفلسطيني في الوطن والشتات المدوي برفض الغاء الميثاق الوطني نزولا عند الاملاءات الاسرائيلية الداعية لالغاء 28 بندا من 33 هي كل بنود الميثاق, والهدف الغاء الاطار السياسي الجامع والموحد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والغاء البرنامج السياسي المشترك لانطلاقة منظمة التحرير, وبالمقابل التمسك بمنظمة التحرير الائتلافية الواحدة الموحدة والعمل على احيائها من حالة السبات العميق او حتى من حالة الموت السريري واعادة الوهج لدورها الجامع لكل شعبنا في الداخل والشتات وعقد مؤتمر عام وطني شعبي في الشتات يتزامن مع مؤتمرات الضفة والقطاع وقبل محفل غزة تحت رعاية كلينتون لالغاء الميثاق وفقا لجداول اتفاق واي ريفر الزمنية بحلول الاسبوع السادس من خطوات تنفيذ اتفاقات (الواي) (جرعة من الارض مقابل جرعات من الشروط الامنية الاسرائيلية مع استمرار نهب الارض والاستيطان والتهويد الذي لا يتوقف) والمؤتمرات الوطنية الشاملة في الوطن والشتات هي التي تدعو ايضا الى انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد يبلور البرنامج والخطط السياسية والنضالية لشعبنا, هذه بالضبط محاور لقاءات واجتماعات المعارضة في سلسلة عملية متواصلة وليس واردا اعادة انتاج مشاريع تدميرية ثبت فشلها ببناء منظمة بديلة. الاخ فاروق القدومي وفي جلسة عمل مشتركة تحاورنا حول النقاط الساخنة المطروحة بدرجة عالية من الانسجام والرؤية المشتركة, كما ونضيف بان الاخ ابو اللطف ومن موقعه في رئاسة الدائرة السياسية للمنظمة وعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح, يطرح رأيا وموقفا تكتيكيا نقدره ونحترمه وندرك اهمية وجوده ووجود الاخوة بصفوف حركة فتح العملي بيننا في الصراع ضد مظالم اتفاقيات اوسلو وواي بلانتيشين فعملية مواجهة ما يجري في بلادنا يتطلب مواقف عملية على الارض قبل كل شيء, والمواقف الدعاوية لاتكفي ولا تثمر. ومن جانب آخر ابد الاخ ابو اللطف عقد مؤتمر وطني وشعبي للشتات, فالمؤتمر الشعبي طريقة واسلوب ديمقراطي للتعبير عن الرأي الآخر في الساحة الفلسطينية تجاه كل القضايا المصيرية للشعب الفلسطيني وامام ما يجرى من ترتيبات تمس الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني من وراء ظهره. نعم, لكن نحن نقول ان كل المواقف ومن الجميع (قوى وفصائل وشخصيات وطنية) تتطلب فعلا وعملا ملموسا جماعيا ومشتركا تترجم على ارض الواقع وفي قلب ساحة الصراع, بدون ذلك تبقى مواقف التاريخ, نحن نأمل من الجميع في الداخل والشتات المشاركة معنا في تحويل المعارضة الفلسطينية من معارضات الى معارضة موحدة على اساس برنامج وبديل وطني واقعي يستند الى الشرعية الدولية وتناضل لسلام شامل متوازن على اساس قرارات ومرجعية الامم المتحدة بديلا عن اتفاقات اوسلو وواي ريفر الظالمة التي لا مرجعية وشرعية دولية لها, وتركت كل الارض المحتلة للاحتلال والمستوطنين, بهذا البديل نعيد الحياة الى الائتلاف الوطني العريض في صفوف الشعب وحركته الوطنية تمهيدا لاعلان بسط السيادة الفلسطينية على جميع الارض المحتلة ونهوض شعبنا في الدفاع عن سيادته على ارض وطنه وحقه في العودة الى دياره. ونلفت الانتباه الى اجتماع غزة التحضيري الذي عقد قبل ايام وشارك به صف واسع من الشخصيات الوطنية المرموقة يتقدمهم الدكتور حيدر عبدالشافي فضلا عن اغلبية قوى منظمة التحرير وفي المقدمة الجبهتان الديمقراطية والشعبية وحركتا حماس والجهاد الاسلامي. نعم نسعى لتحويل المعارضات الى معارضة موحدة وعقد مؤتمر شعبي عام للشتات بالتوازي مع مؤتمرين كبيرين في الضفة والقطاع ومن يريد العمل المشترك فالطريق مفتوح. ان التداعيات في اعلان واي ريفر اطلت بنفسها من واشنطن من قلب البيت الابيض قبل الوصول الى فلسطين, لماذا؟ لان الاعلان الامني المشترك دفع نحو اهتزاز الوضع الداخلي والوضع المتبادل في فلسطين قبل ان تعقد اي جلسة من جلسات ترجمة الاعلان, والمؤسف ان تطبيق الاعلان الامني بدأ ضد الصف المعارض في حركة فتح باقتحام مكاتبها في رام الله من قبل الاستخبارات العسكرية للسلطة واطلاق النار على مسيرة سلمية للحركة مما ادى الى استشهاد وسيم الطريفي, ثم الاعتقالات في صفوف ابناء الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية اثناء المهرجان الجماهيري في مخيم جباليا بغزة قبل ايام. والآن نقول بصراحة الاتفاق (الاعلان) سيتم تطبيقه فهو انجاز بامتياز لحكومة نتانياهو, وبالمقابل اقول بان عملية تطبيقة ستجرجر معها تداعيات وتراجعات وتنازلات فلسطينية لها بداية وليس لها نهاية, عدا عن استمرار اخطبوط الاستيطان الذي يأكل الاخضر قبل اليابس, والآن يعلن شارون وزير خارجيته ائتلاف اليمين دعوته المكشوفة للمستوطنين ان يستولوا على كل ما تستطيع اياديهم وجرافاتهم الوصول له على مساحة الضفة ويضيف (كل شبر لاتستوطنوه مهدد بأن يعود للفلسطينيين) وتم الاعلان عن بدء بناء خمس مستوطنات جديدة بعد اتفاق (الواي) وبدء شق (11) طريقا التفافية جديدة, فالاجراءات الاحادية الجانب لاتتوقف على يد حكومة نتانياهو بينما يجري تهديد الفلسطينيين لانهم بعلنون بالكلمات الحق ببسط السيادة على الارض المحتلة بعدوان يونيو 1967, بل ويفصح نتانياهو انه سيضم معظم الضفة للدولة العبرية اذا لم تتوقف القوى الفلسطينية عن هكذا اعلانات رغم انها شعارات لاترتبط حتى الآن بأي خطوات عملية وطنية متحدة في صف الشعب داخل الوطن واعادة بناء وحدة الشعب ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية بالوطن والشتات وعلى قاعدة برنامج سياسي جديد يتجاوز اتفاق الظلم اوسلو والواي ريفر. الامين العام للجبهة الديمقراطية‘*

Email