أبجديات:بقلم- عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحصار هو آخر ما أنتجته امبراطورية الكذب اليهودية في هوليوود, ضمن سلسلة اعمالها السينمائية لمحاربة العرب والمسلمين فيما نسميه نحن بالتشويه الحضاري ويسمونه هم على لسان مؤرخهم اليهودي صموئيل هنتجتون صراع الحضارات . توجه الفيلم واهدافه معروفة, حيث يتحدث الفيلم عن عملية ارهابية ضخمة تنفذ في نيويورك يقوم بها عرب ومسلمون! ويربط الفيلم بشكل خبيث بين المشاهد حيث عمليات القتل والتدمير والارهاب تتم مباشرة بعد الصلاة وقراءة القرآن! في الولايات المتحدة احتجت الجمعيات والتكتلات العربية الاسلامية ورفعت مذكرات احتجاج للمؤسسات صاحبة العلاقة بالفيلم. ومع ذلك فالفيلم يعرض في دور العرض هناك ويتسبب في فتنة واضطرابات كبيرة. اذن الولايات المتحدة او اليهود ــ لا فرق الآن تماما بين هذين الرمزين ــ لا يحاصران العالم بالقوة العسكرية والسلاح النووي, والهيمنة على اقتصاديات السوق, ومصادرة الهوية عن طريق عولمة الاقتصاد والسياسة والبشر, الولايات المتحدة واليهود يحاصروننا سينمائيا كآخر مرحلة من مراحل (الحصار) . فماذا فعل العرب والمسلمون ازاء ذلك؟ مدكور ثابت رئيس المركز القومي المصري للسينما قال في مقابلة مع وكالة رويترز الاسبوع الماضي انه سيدعو اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية الى منع عرض فيلم (الحصار) في العالمين العربي والاسلامي باعتبار ان سوق الافلام الامريكية عندنا من الاسواق الهامة وان المركز سيتضامن مع اتحاد النقابات الفنية المصرية والعربية لاتخاذ موقف موحد ضد دعم صناعة السينما الامريكية! قرار المنع الذي يتحدث عنه السيد مدكور قرار سلطوي كما هو واضح حتى وان صدر من جهة ثقافية تعبر عن تطلعات أهلية أو شعبية ويترأسها اناس على جانب من الوعي والانتماء, وهذه احدى اشكالياتنا الاجتماعية والثقافية. في ظني ان القرار لكي يكون ناجحا, ولكي يكتسب بعدا اجتماعيا وتأثيرا نوعيا فلا بد ان يدخل دائرة الامتناع لا المنع. بمعنى ان تقرر القاعدة الجماهيرية العربية والمسلمة الامتناع عن حضور الفيلم وان تقاطعه بوعي فهذه هي الرسالة الاكثر حسما, والدليل الأكيد على ان هناك موقفا عربيا, اما قرارات المراكز والمنظمات والنقابات فليست اكثر من تشنج وقتي, وعنترية ثقافية شبعنا منها, وما عادت تجدي او تخيف... انها ليست سوى جعجعة بلا طحين. واذكر بهذه المناسبة انه عندما عرض فيلم (صعيدي في الجامعة الامريكية) قيل لنتانياهو الطلبة المصريون يحرقون العلم الاسرائيلي ولابد من الاحتجاج, فقال اذا كان هذا هو ردهم علينا فابعثوا لهم بمزيد من الاعلام كي يحرقوها! علينا ان ننسى تماما عصر الشعارات والعنتريات ومقولات سنمنع ونقاطع وغيرهما من الفرقعات الهوائية لأن العالم كله قد نسى ذلك ودخل عصرا اسمه عصر القوة المنزوعة الحياء والقيم, وفي هذا العصر كتبت هوليوود في اول السطر ومنذ زمن بعيد جملا صارخة ومؤلمة لم تحرك فينا ساكنا ومازالت تكتب حتى اليوم بأن (الحصار) هو الفيلم الاكثر اكتساحا في شباك التذاكر وعلى الشباب العربي ان يشاهده, وسيشاهدونه عاجلا ام آجلا, طالما لم يسمع احد بقرار المنع سوى رئيس المركز القومي المصري للسينما وكم واحد مثقف وبعض الصحفيين. هذا هو التباعد والشرخ الذي نتحدث عنه بين (النخب) الثقافية العربية وبين الجماهير... فالى متى ستظل هذه (النخب) تحدث نفسها؟؟

Email