أبجديات:بقلم-عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

على امتداد اسبوع توالت اتصالاتي الهاتفية مع مجموعة من المثقفات وسيدات العمل الاجتماعي واساتذة من جامعات الامارات , لتنظيم ندوة نسائية نحاول من خلالها في البيان تقييم واقع المرأة في الامارات بعد مسيرة 27 عاما من الاتحاد راغبين في استشراف المستقبل من خلال معطيات هذا الواقع. ومن خلال هذه الاتصالات اسجل بعض هذه النقاط: لم أجد معارضة او ترددا من اية واحدة ممن قمنا بدعوتهن, بل على العكس كانت الحماسة والمبادرة سمة صبغت أغلب الاحاديث معهن. لمست ألما ما كان يظهر من خلال الحوارات, وقد حاولت اغلب اللواتي حدثتهن اخفاء ذلك الالم أو اظهاره بتحفظ شديد, لكن الحوار الصريح والشفافية جعلا الكثيرات يتحدثن بطلاقة وحرية وهذا هو المطلوب. المفارقة ان كثيرات من هؤلاء المهتمات حقيقة بالهم الوطني وبقضية المرأة وقليلات الظهور اعلاميا لديهن نفس التحفظات على نمطية العمل النسائي في الدولة, وقد وضعن ايديهن على مكامن الخطأ في هذا العمل وبشكل صريح وواضح, مما يعني ان وعيا بالقضية موجود لكن اشكالية الحركة هي الضائعة وسط دوائر متداخلة في الساحة النسائية. حاولنا قدر المستطاع ان نبتعد عن الوجوه النسائية المكررة في مشهد العمل النسائي لعدة اسباب لن يخفى على أحد استنتاجها, ولكن الاهم من كل تلك الاسباب كان محاولة التخلص من هذه التهمة بأن الاعلاميين يميلون عادة للاستسهال في الوصول للمصدر, فيسارعون للوجوه الاكثر بروزا وشهرة في الساحة, مما يؤدي إلى تكوين صورة سلبية عن المجتمع, حيث يشيع الظن بأنه لا يمتلك من الكوادر المؤهلة والقادرة سوى اصحاب هذه الوجوه, في الوقت الذي تظلم فيه طاقات خلاقة كثيرة, وتستهلك فيه وجوه ما عادت قادرة على ان تقدم شيئاً. وعلى ذلك فنحن لا نقول بأننا (اخترعنا) وجوها ذات طاقات خلاقة, وباننا نبرزها لأول وهلة, نحن نقول باننا نحاول ان نبحث في هذا المخزون الجميل من ابناء الوطن, وأن ندفعهم للمشاركة والتفاعل, فما عاد الزمن زمن تلقٍ ومشاهدة, انتهى ذلك الدور, ولابد من دخول المعترك والتفاعل معه اذا اردنا ان نحافظ على مكتسباتنا, وان نحصل على مكتسبات اخرى جديدة. وفي كل ذلك تبقى المرأة المعنية الاولى بهذا الحديث وعليها ان تعرف انها اخذت بما فيه الكفاية, وانها مطالبة بأن تعطي وان تجازف وتغامر وتقتحم الساحة كي تأخذ حقوقها, فما عاد هناك فرسان يدافعون عن حقوق الاخرين, ويأتون لهم بالغنائم, وحتى اعتراضاتها وتحفظاتها على ما يدور في الساحة يجب ان تظهر للعلن لا ان تبقى حبيسة في الصدور أو تتداول في جلسات خاصة. كررت المرأة نفسها في خطاب وعمل نسائي واحد ومتشابه ودارت حول نفسها طويلا, وانتظرت عطايا الرجل, أما آن الاوان كي تتخلص من حالة التكرار وانتظار العطايا, وتريح الرجل من اتهاماتها وإلحاحها؟

Email