رأي البيان: واشنطن ترفض

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء قرار العراق الحكيم بالموافقة غير المشروطة على عودة المفتشين الدوليين الى عملهم ليلقى الماء على نيران الحشود العسكرية الامريكية والاستعدادات المحمومة لضرب بغداد . إلا أن واشنطن لم يعجبها ذلك وطالبت بما أسمته موقفاً واضحاً غير مشروط. وقرار العراق ورفض واشنطن له يحمل أكثر من معنى. فالقرار جاء إعمالا للعقل والمنطق من جانب بغداد واستجابة لدعاوى دولية وعربية آخرها من الرئيس المصري حسني مبارك وذلك في خطابه أمام الجلسة المشتركة لمجلس الشعب والشورى أمس الأول. وفي الأزمة الراهنة أراد العراق ان تسلط الأضواء على معاناة شعبه وأن يلفت النظر لحقه المشروع في رفع العقوبات الدولية المفروضة عليه. وانكسرت محاولة العراق على صخرة الأساطيل والمقاتلات والصواريخ البريطانية والأمريكية التي اتجهت للخليج, كما لو كانت متجهة لحرب قوة عظمى وليس شعباً يتضور من الجوع ويعاني من نقص الأدوية. وعدم استجابة واشنطن للموقف العراقي يعني ان تحركاتها الأخيرة ليس سببها وقف بغداد للتعامل مع المفتشين الدوليين وانما لها أهداف اخرى. قد يكون من بين تلك الأهداف الاستفادة بفاتورة التحرك العسكرية او تحقيق انجاز خارجي جديد ولو كان شكليا. كما حدث في كوسوفو واتفاق واي بلانتيشن او ربما يكون محاولة للضغط على العراق للتغاضي عن وجود جواسيس اسرائيليين بلجنة التفتيش الدولية.

Email