ابجديات،بقلم: عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

رئيس اتحاد الامارات لكرة القدم سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان يؤكد أن منتخب الإمارات لن يكون صيدا سهلاً في أية مباراة, ويحرص دائما على متابعة شؤون المنتخب أولا بأول, ورفع معنويات اللاعبين, وشد ازرهم.بيما يصر ويكرر مدير منتخبنا الوطني الكابتن فهد خميس على ان منتخب الإمارات لم يذهب لينافس على البطولة, لانه (شطب كلمة المنافسة على البطولة نهائيا من قاموسه, ولا يفكر إلا في الأداء الجيد فقط! وان الفوز على البحرين وعمان وتصدر البطولة لا يعني أننا سننافس على البطولة! نحن جئنا للاستفادة واعداد فريق المستقبل)! كلام الكابتن خميس اكثر من عجيب, فحتى منتخب قطر الذي يستقر في قاع الجدول والذي تحول إلى لقمة سائغة لاقلام الصحافيين القطريين, ونعاه رسامو الكاريكاتير حين شبهوه بجنازة في طريقها للدفن لكثرة هزائمه, لم يقل مسؤولوه كلاما مشابها. تصريحات فهد خميس هل نعتبرها استراتيجية جديدة في عدم استباق الأحداث؟ أم تأهيلا نفسيا سابقا لأوانه للجماهير لتقبل اسوأ النتائج؟ أم التماس عذر مقدما سلفا للاعبين في حالة الهزيمة او تكرار هزائم محتملة؟ الذي نعرفه جيدا أن دورة كأس الخليج مناسبة ومنافسة, تأتي كل المنتخبات لتتنافس ثم يفوز الافضل دائما, ولذلك فعندما هزم منتخب قطر على يد المنتخب الكويتي (6/2) لم ترحم الجماهير ولا الصحافة منتخبها, وطالب البعض بعدم عودته للبلاد وتركه يطلب حق اللجوء السياسي لاية دولة خليجية! بينما طالب البعض الآخر بعودته سريعا ومحاكمته! فهل كانوا يقسون على المنتخب أكثر من اللازم؟ أم يعاملونه كما يجب؟ من هنا نسأل اذا لم يذهب منتخب الإمارات لينافس على بطولة يتصدرها بعد فوزين متتاليين, فلماذا ذهب إذا؟ لاكتساب الخبرة وللاستفادة؟ وهل تلعب الإمارات مع منتخبات البرازيل وإيطاليا وفرنسا ونحن لا ندري؟ وهل انفقت الملايين على اعداده ليذهب ويلعب ويهزم ثم يعود بحفظ الله ورعايته محملا بالهزائم والخبرات؟ قد لا نعرف بخفايا الرياضة, ولا بما يدور وراء الكواليس, وقد لا نفهم تكتيكات المدربين وتصريحات مدراء المنتخبات, وقد وقد.. ولكننا نفهم شيئا واحدا هو أن الجماهير أصبحت تنظر للمنتخب كجزئ لا يتجزأ من هيبة الوطن وكرامته, ولذلك فهي حين تفرح لانتصاراته وتحزن لهزائمه, فإنما تنظر للوطن من خلال ذلك كله. هل هذه النظرة صحيحة؟ وهل اصبحت المباريات والكرة معياراً للانتماء والفرح الوطني ومقياسا للكرامة و... هذه اسئلة لا نريد الدخول في جدلياتها لاننا سنجد أنفسنا في صلب متاهة الحديث عن التخلف وأسبابه والتراجع وعوامله, والانتصارات التي نتطلع اليها ونحلم بها ولم يعد لها وجود على المستوى العسكري والعلمي والسياسي وفي ساحات التنمية والانسان و.. الخ ولذلك سنضطر للعودة إلى ساحات الملاعب ومباريات المنتخبات الوطنية نضمد بها جراحات هزائم أخرى حتى اشعار آخر. وترتيبا على كل ما قلناه فنحن نطالب كبار مسؤولي الرياضة والمنتخب أن يضعوا الشباب أمام مسؤوليتهم برجولة, وأن يدفعوهم دفعا لتحملها, لأنه من المعروف أنك اذا أردت خلق اشخاص مسؤولين فحملهم المسؤولية وحاسبهم على التقصير وعاقبهم على الخطأ ولا تبالغ أبداً في تدليلهم. وقد عجبت لادارة احد المنتخبات الخليجية حين أرادت ان تشجع منتخبها على الاستيقاظ باكرا والالتزام بموعد الافطار وعدم التكاسل, حيث لم تجد طريقة سوى الاعلان عن مكافأة 100 دولار لكل لاعب ملتزم. قليلا من الرجولة وشيئا من الصلابة والالتزام أيها الشباب. وللجميع أمنيات التوفيق.

Email