رأي البيان: إنفراط الثوابت

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل اخطر ما في اتفاق واي بلانتيشن انه لم يكبل أيدي السلطة الفلسطينية فقط بل كبل ألسنتها حتى تجاه الانتهاكات الاسرائيلية. ولا يقف الامر عند هذا الحد , بل أصبحت تلك الألسن تقترب في حديثها من حديث الاسرائيليين, ولعل في النقد غير المباشر الذي وجهه عرفات لسوريا والانتقاد المباشر لرموز السلطة في ايران بالوقوف وراء حماس خير دليل على ذلك. فقبل الاتفاق, كانت السلطة الفلسطينية لا تتوقف عن إدانة اي تحرك إستيطاني جديد في القدس الشرقية المحتلة, وتدعو لتحرك عربي واسلامي بل ودولي للوقوف في وجه التحركات الاسرائيلية. الا أن الجديد أن هناك شبه صمت رسمي على القرارات الاستيطانية الجديدة التي اتخذها نتانياهو في خلال ايام قليلة بعد توقيع الاتفاق. فتحت زعم إرضاء المستوطنين والمتشددين اليهود بقبول الاتفاق, اصدر نتانياهو ثلاثة قرارات إستيطانية بالبناء في مستوطنة أبو غنيم بقلب القدس واقامة 200 وحدة استيطانية جديدة في الخليل وإنشاء طريق التفافي في رام الله. اي ان نتانياهو الذي لا يملك يعطي للمستوطنين الذين لا يستحقون, وكل ذلك على حساب الفلسطينيين. ولم تتكبل الايدي فقط, بل ضربت الاجساد كذلك. وها هي قوات الاحتلال لم تحسب حسابا لمسؤول ورمز فلسطيني كبير مثل فيصل الحسيني, فتعرض للضرب, دون اعتذار اسرائيلي وعدم قدرة فلسطينية على الرد. وليس جديدا أن نتانياهو ومعه كلينتون نجحا بالاتفاق في أن يجبرا الفلسطينيين على التنازل عن ثوابتهم. وهذا التنازل ستليه بالتأكيد تنازلات أخرى بعد ان انفرط عقد كل ما هو مبدئي في القضية الفلسطينية.

Email