مع الناس:بقلم-عبدالحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

نستطيع أن نقول بكل ثقة أننا دولة تشجع العلم والعلماء, وتدعم المعرفة والبحث والتطوير, وعلى حد علمي المتواضع, فانه لا توجد دولة عربية على الأقل, يوجد فيها العدد الكبير من الجوائز المختلفة, التي تصب كلها, في تشجيع وخدمة العلم بكافة حقوله, كما توجد عندنا في الامارات . وهكذا فانه لم يمض يوم واحد على رفع سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قيمة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم والتي أعلن عنها وأقيمت دورتها الاولى العام الماضي الى عشرة ملايين درهم, حتى أعلن امس وزير الصحة عن انشاء جائزة جديدة, للطب والبحوث الطبية هذه المرة, باسم جائزة حمدان للعلوم الطبية, والتي تأتي مبادرة من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم, بقيمة ثلاثة ملايين درهم. هذه الجائزة الجديدة والجديرة بالاحترام كالجوائز الاخرى, تأتي في سياق دعم سمو الشيخ حمدان للعلم والعلماء, فقد سبقتها ايضا جائزته التعليمية التي باشرت لجانها عملها واختيار المرشحين لها, لتكريمهم في حفل كبير قريبا, كما انها جاءت في سياق احتفاء الدولة بمسؤوليها ومواطنيها على السواء بالعلوم والمعارف والثقافة, فنستطيع ان نضيف الى ألقاب بلدنا المعطاء الاخرى, لقبا آخر هو: بلاد الجوائز. والاطباء يستحقون الجوائز والتكريم والعطاء, سواء كانوا عالميين وعربا ومواطنين على السواء, لا لما بذلوه من عمرهم وجهدهم طلباً للعلم فقضوا يسعون إليه سنوات طويلة, ولا لما يقضون من بقية عمرهم في طلبه حيث الطب علم بلا نهاية, وانما لما يحققونه من سعادة لعشرات الآلاف من البشر حين يخففون من آلامهم ويمسحون دموعهم, حين يسخرون علمهم في علاجهم, فيكونون ملائكة رحمة وبلسم شفاء, الا لمن استعصى على العلاج, فيكون تحت رحمة رب العالمين, وهو أرحم الراحمين. غير ان الاهم في عمل الاطباء ودورهم, على أهمية قيامهم بالدور العلاجي المطلوب, هو ما يقومون به من ابحاث ودراسات وابتكارات, فيقترحون حلولا لعلل وامراض, ويكتشفون عقاقير وأدوية جديدة, ويبتكرون وسائل وأجهزة تساعد على العلاج, ما يجعل ملايين البشر يعقدون الامال عليهم, وما يجعل الاطباء انفسهم يفتحون نوافذ الأمل بمثل هذه البحوث والابتكارات, التي تساهم في اسعاد البشرية وتخفيف آلامها والحد من عللها وأمراضها, خاصة المستعصية منها. وهكذا فان جائزة حمدان للعلوم الطبية تأتي تقديرا لمثل هذه الجهود وتحفيزا لاطبائنا المحليين, على البحث واستمرار الدراسة والابتكار والتطوير, وفي الوقت نفسه تقديرا لاصحاب الانجازات من الاطباء العالميين, الذين تستفيد من انجازاتهم كافة البلدان وكافة المرضى اينما كانوا بعيدا عن المشكلات السياسية والفوارق من أي نوع, حيث مهنة الطب هي مهنة الانسانية. ونختم بأن انضمام جائزة حمدان للعلوم الطبية الى سلسلة الجوائز الاخرى في الدولة, من جائزة خليفة للمعلم الى جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الى جائزة حمدان بن راشد التعليمية فجائزة راشد بن حميد الثقافية وجائزة خالد بن صقر القاسمي وجائزة راشد للتفوق العلمي وغيرها من الجوائز الرسمية وشبه الرسمية والاهلية التي صار من المهم الآن رصدها في كتاب تعريفي شامل بها نظراً لتعددها وكثرتها وتنوع أغراضها, انما تؤكد حقيقة ان الامارات بقطاعيها الحكومي والأهلي تخدم العلماء وتقدر العلم, وان ما وهبها الله من نعيم وثراء يذهب جزء منه لأغراض التنمية, وجزء آخر لتقدير المواهب ورعايتها وتكريمها, وتشجيع البارعين في مختلف الحقول, فيكون ثراؤها ثراء للنفس والعقل... وثراء الروح.

Email