رأي البيان: وقف التعاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء قرار العراق بوقف التعاون مع اللجنة الدولية الخاصة بنزع اسلحة للدمار الشامل ليدشن فصلا جديدا في فصول النزاع مع الامم المتحدة واللجنة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا . ويأتي القرار كذلك ليبدأ معركة دبلوماسية جديدة من جانب بغداد ضد العقوبات الدولية القاسية. واذا نظرنا للنزاعات والمعارك الدبلوماسية السابقة نجد أن العراق قد رفع العديد من الاتهامات ضد اللجنة التي يصفها بالانجلوساكسونية, واتهم رئيسها ريتشارد باتلر بالعمالة للمخابرات المركزية الامريكية, كما يقول العراق ان اللجنة لا تتبع منهج الصدق في تقاريرها التي تدفعها لمجلس الامن عن نزع أسلحة الدمار الشامل, وأنها تماطل وتماطل من اجل تطويل امد الحصار الى مالانهاية. ويملأ العراق الدنيا صراخا مطالبا بإعطائه ضوءا في نهاية نفق العقوبات المظلم, مشيرا الى حجم المعاناة الانسانية والكارثة التي يعيشها الشعب من نقص فادح في المعدات الطبية والموارد الغذائية الرئيسية وهو ما يظهر بجلاء في أعداد الضحايا من الاطفال والعجائز الذين يسقطون يوميا جراء هذا الحصار الظالم. ويرى العراق ان كل متهم في الدنيا من حقه تغيير المحكمة التي يحاكم امامها وطلب تغيير القضاة, فلماذا لا يتيح المجتمع الدولي له فرصة بضم اعضاء من دول اخرى للجنة بدلا من طغيان اللون الانجلوساكسوني عليها؟ كما يرى العراق ان ثماني سنوات من التفتيش كافية جدا, اللهم الا اذا كان المفتشون يحصون عدد حبات الرمال. وتجادل اللجنة كل مرة بأن العراق مازال يخفي اسلحة دمار شامل وأنه لم يلتزم تماما بالقرارات الدولية دون ان تقدم اللجنة ما يدعم مزاعمها.

Email