رأي البيان: نتانياهو وخلط الأوراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة أخرى ـ وليست أخيرة ـ يطلق رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو عاصفة تحذيراته المتكررة للقيادة الفلسطينية من إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في موعدها المقرر له مايو من العام المقبل . نتانياهو المسؤول الاول عن حالة الموات التي تمر بها عملية التسوية والتي دخلت عامها الثاني منذ شهور يطمح في مزيد من التنازلات الفلسطينية, مستمرئا التسويف والمماطلة والاصرار على تعنته الذي يقابل دائما بتدليل أمريكي وغض طرف دائم. ولقد ساعدت الادارة الامريكية ــ وهي الراعية لعملية التسوية ــ في ازكاء هذه السياسة التي يتبعها نتانياهو واخذت واشنطن تعزف هي الاخرى نفس اللحن بشأن الموقف الاسرائىلي من اعلان الدولة الفلسطينية واعلنت وزيرة الخارجية الامريكية قبيل لقائها بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات غدا الاثنين بأن قرارا فلسطينيا بهذا الشأن لن يكون محل ترحيب بلادها! وكما كان مصير جولة روس الأخيرة الى المنطقة هو الفشل كبقية جولاته السابقة فإن لقاءات نتانياهو وعرفات بالمسؤولين في الادارة الامريكية خلال الاسبوع الجاري ستلقى نفس المصير مالم تغير واشنطن اسلوبها في التعامل مع ملف التسوية والذي يتسم دائما بالسلبية ازاء تعنت اسرائىل ومماطلتها. فالمشجب الذي يعلق عليه نتانياهو سياساته دائما هو مايسميه نتانياهو وحكومته بضرورة مكافحة الارهاب ويقصد به عمليات المقاومة الفلسطينية من قبل حماس وبقية القوى الوطنية مدركا ان هذه الحجة محل ترحيب امريكي دائم, وعينه دائما على شق الصف الفلسطيني ليسهل عملية كسب المزيد من التنازلات. نتانياهو وهو يعزف على هذا الوتر لحنه الكئيب والمكرور يعلم جيدا انه يغالط, لان سياسة حكومته قائمة على الارهاب ويكفي الممارسات الارهابية لعصابات المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يدعمهم بحق الشعب الفلسطيني. لكن المنطق الاسرائىلي القائم على المغالطة وخلط الاوراق لايعتبر ذلك ارهابا ويفسر رد الفعل التلقائي من قبل شعب مسلوب الحقوق والمغلوب على امره بانه ارهاب. فهل ستستمر واشنطن في استمراء هذا المنطق ام انها ستكون جادة الى حد ما في التعامل مع الواقع بشيء من المنطق؟ سؤال تجيب عليه نتائج اللقاءات مع المسؤولين الامريكيين قريبا.

Email