مع الناس:بقلم - عبد الحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يعرف أن دينس روس, المبعوث الامريكي والوسيط في عملية السلام, في المنطقة؟ لا أحد, حتى العرب أنفسهم لا يدرون ان كان المذكور قد جاء اليهم ورحل وأين ذهب واين هو الآن, في غزة أم في القاهرة, ام في تل ابيب, باستثناء الذين التقاهم فعرفوا وحدهم بوجوده, من مسؤولين وزعماء . وبما أنه لا أحد من العرب, كما لا أحد من العالم, يهمه دينس روس هذه الايام او غير دينس روس, طالما ان العيون مشدودة الى الانترنت والقنوات الفضائية الامريكية تحديدا ومعها صحف العالم كله, لمعرفة فضيحة كلينتون المنشورة على حبال الغسيل, في طول العالم وعرضه, فإن معنى ذلك ان العالم بمن فيه من بشر معلق على طرف حذاء مونيكا او بطرف فستانها.. الازرق, لكي لا نقول انه معلق بشيء آخر من متعلقات كلينتون, كالسيجار الهافاني مثلا, فلا يذهب خيال القارىء بعيدا. طبعا التعلق بأهداب او خصلات او طرف ثوب لمونيكا ومشاهدة صورها ليل نهار وقراءة تفاصيل همسها وبوحها في المكتب البيضاوي, مقر حكومة اقوى دولة في العالم, أهم بكثير وأمتع الف مرة من معرفة أين وصل دينس روس عند ملايين العرب, خاصة ان هذا قالت أمريكا نفسها عن زيارته انها لا تتوقع منها اي تقدم, ما يعني انه ليس اكثر من خيال مآته تريد واشنطن اخافة العصافير به, مع أنها تعرف أن عصافيرها (عصابات اسرائيل وحكامها) لا تخاف, فيكون لدينا الحق كمواطنين عرب حين نغرب بوجوهنا عن روس ونيمم شطر مونيكا, وما أدراك ما مونيكا. مونيكا هذه اختلفنا مع زملاء, كما اختلف آخرون قبلنا عليها, بين مؤيد ومعجب بجمالها وتقاسيم وجهها ولحمها البض وامتلائها وبين منتقد لا يرى فيها شيئا من الجمال, اكثر من كومة لحم متحرك, وعليه فقد جر الخلاف الى فريق يؤيد كلينتون ويراه على حق كأي رجل آخر لا يفوت حسناء متى ما أتيحت الفرصة, وبين من يراه بلا ذوق فيعتبر علاقته معها ضربا من السفالة والسقوط. وبين الرجولة والفحولة او السفالة والسقوط, لا ناقة للعرب في فضيحة كلينتون ولا جمل, لولا ان هؤلاء ليس لديهم من عظائم الامور أو صغارها ما يشغلهم ويسليهم ولو كان دينس روس نفسه, فيجدون عند غير مونيكا تسلية أفضل, وهم في ذلك يتبعون القول الحشر مع الناس عيد, فلا يشذون عن العالم واهتماماته. وعليه فلا أحد يعرف مثلا ما هي آخر نتائج التحقيقات في انفجاري السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا, ولا في قضية لوكيربي وأين وصلت المبادرة الامريكية البريطانية, ولا ما يجري في افغانستان وحدودها وآخر ما انتهت اليه الأزمة الروسية باستثناء مذيعي نشرات الاخبار والصحفيين الذين يضطرون بحكم عملهم وحده الى ملاحقة هذه الاحداث وغيرها, ملاحقتهم لمونيكا وفضيحة البيت الاسود, عفوا الذي كان أبيض. وبما أن هناك إغراقا اعلاميا ضخما لقضية مونيكا, بحكم قوة الاعلام الامريكي وسطوته, فإن انشغال العالم بفضيحة كلينتون وسوءاته مفهوم, خاصة ان الناس عمليا تتفرج على مقاطع من فيلم أشبه ما يكون بأفلام الخلاعة هي عادة تسعى اليها وتهربها في حقائبها, فكيف اذا كانت متاحة على الهواء هذه المرة, وبطلها رئيس أكبر دولة في العالم ! ما يبشر بقرن جديد تهل علينا تباشيره من أمريكا, تكون فيه السراويل الداخلية للرجال والنساء معا راياته الخفاقة.

Email