أبحديات: بقلم - عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشيخ ياسين زعيم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في جولة ذات اهداف ومضامين في المنطقة العربية وايران, ولا شك ان الزيارة قد اثارت غضب رجال السلطة الوطنية ــ وان كان رجالها قد نفوا ذلك مرارا ــ ولكن بالتأكيد فهم يرقبون الزيارة والتصريحات وبالتالي النتائج. أخيرا ظهر صوت آخر و(اتجاه معاكس) على الارض الفلسطينية وبشكل صريح جدا وعملي, وهذا هو سبب غضب رجال السلطة الوطنية... فياسين المقعد الذي كان سجينا, خرج من سجون اسرائيل وصار له صوت وحضور في الساحة السياسية العربية والخليجية تحديدا... ولهذا الامر من الدلالات الخطيرة لدى عرفات وجماعته الشيء الكثير. هل جاء ياسين ليشرح تناقضات العلاقة بين السلطة وهؤلاء الذين تكونت وناضلت وجاءت الى فلسطين لتمثلهم ولترفع عنهم شيئا مما يعانون؟ هل جاء يبحث عن مساعدات مادية ودعم للحركة؟ هل جاء يقدم تبريرا سابقا لأوانه لما يمكن ان تنفذه حماس في الايام القليلة المقبلة على اعتاب تاريخ النكبة؟ هل جاء ليسحب البساط من تحت اقدام البعض؟! ربما جاء ياسين لكل ذلك... وربما جاء لسبب آخر... ولكن ان يقول ياسين بصريح العبارة: (ان السلطة الوطنية تتجبر وتعذب وتسجن وتريد ان يتنفس الجميع بمنخارها) فهذا التصريح لن يسعد عرفات بالتأكيد... وربما يعمل جهده لاعادة ياسين الى حيث كان. ياسين قال ايضا: (ليس معقولا ان نجاهد كل هذا العمر, نقدم كل هؤلاء الشهداء من خيرة ابنائنا وشبابنا لكي نتفاوض بطريقة الاستجداء المذل على ما مساحته 13% من الارض). ولا داعي لكي نقارن ونقارب بين مواقف حماس وتصريحات مؤسسها وبين هذا الذي يتخبط فيه عرفات ورجاله, فها هو البيت الابيض وعلى ملأ من سكان الكرة الارضية يعلق الغاء قمة واشنطن التي كان مقررا عقدها اليوم الاثنين في العاصمة الامريكية (لانقاذ عملية السلام المتجمدة) والسبب بالتأكيد ليس رفض عرفات لموقف نتانياهو وحكومته من نسبة الـ 13%, السبب ببساطة: رفض اسرائيل تقديم اية تنازلات. الموقف واضح وبسيط جدا وغير معقد في الجانب (الآخر) حيث يصول فيه نتانياهو ويجول متمسكا بموقف حكومته وقد قالها صريحة: (اسرائيل ليست تابعا للولايات المتحدة, ولا تقبل اية ضغوط على مواقفها). فماذا امام السلطة الوطنية التي لا تملك ابوابا ولا مفاتيح في حقيقة الامر, والتي لا تحكم من الامر كله سوى 2,7% من الضفة الغربية, وتشارك اسرائىل في 25% وهي مشاركة امنية بالتأكيد, وبتأكيد اكثر فهي تتقاسم مع اسرائيل (تأمين أمن) اسرائيل والتضييق على عناصر حماس هذا ما قاله ياسين القادم من هناك, يرسم على الرمال واقعا ليس بالسهل المزايدة عليه, او تقديم حلول سفسطائية لتغييره... بلا يأس نقول يبدو ان النكبة لم تكبر في 1948 فقط, النكبة بدأت ومازالت مستمرة, وها نحن نعيش اليوم اكثر منعطفاتنا نكبة ولعنة ايضا. ما الحل مع كل هذا الذي يحدث, فقد جرب القوم كل الوسائل ؟ ياسين يقول: (امريكا واسرائيل لن تعطيا الفلسطينيين شيئا مالم نرغمهما على ذلك) هذا هو الحل الذي حاولنا ــ وبتصميم وترصد ــ ان نشيح بوجوهنا عنه كثيرا, يبدو واضحا انه الحل الوحيد وفي تاريخ النكبة بعد ايام لابد ان تضع حماس بصمتها... ونحن في الانتظار.

Email