أبجديات: بقلم - عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتب انيس منصور يوما بأن العباقرة من الرجال يصلون في تصوراتهم, وحدود فهمهم ونظراتهم للنساء إلى درجة السذاجة. ويستخلص (منصور) من استعراضه لحكايات العديد من هؤلاء مع الجنس الآخر, ان وراء هذه السذاجة تاريخا من قلة التجارب النسائية ومحدودية العلاقات العاطفية. فعباس العقاد مثلا يعترف بأنه لم يعرف في حياته سوى مي وسارة, وبينما كان ينظر للأولى على انها تناسب ثقافته, فانه كان يبحث في الاخرى عن الانثى والحبيبة الحالمة, وظل تائها بين الاثنتين, كما بقي رغم عبقريته ساذجا وعفويا تجاه تصرفات النساء. العقاد كان يندهش بشدة ازاء اخلاف المرأة لوعودها, وكذبها المستمر, حتى انه كان يعتبر المكياج شكلا من اشكال الكذب, وكذلك ارتداء الكعب العالي والكورسيه (المشد) . وغيرها من الوسائل التي تخفي بها عيوبها, وتظهرها بصورة غير صورتها الحقيقية!! على الرغم من ان هذه الممارسات متعارف عليها عند الرجال والنساء. ولا نقول جديدا اذا اعلنا بأن الرجال يخونون المرأة التي يحبونها بالسهولة التي يبدلون بها ملابسهم, سواء كانت هذه المرأة زوجة أو حبيبة, ولكن العقاد يظن بأنه يقدم لهم نصيحة العمر حين يوجههم إلى خيانة المرأة كحل وحيد لتأديبها!! متناسيا أو غافلا ان الرجال كانوا ولا يزالون في غير حاجة لهذه النصيحة ولا ينتظرونها أبدا, لانهم يفعلون ذلك باستمرار, بحجة انهم لا يستطيعون العيش في وجود امرأة واحدة (لا تستحق الاخلاص طبعا) هذا أولا, وثانيا, لان الرجل سيظل حتى النهاية على قناعة تامة بأنه رجل, وهو هكذا, والمرأة هكذا, كائنان مختلفان, ولا حل ولا علاج, ولا داعي للثرثرة حول الخيانة والوفاء, والاسباب والدوافع و.... وانتهى الامر. انيس منصور, يتحدث عن انواع من العباقرة, كانت تجاربهم في الحب والعلاقات العاطفية مع الجنس الآخر, ساذجة, مما شكلت في النهاية مجمل حياتهم وفلسفتهم. فالشاعر الايطالي الكبير دانتي هام حبا بسيدة معتقدا بأنها تبادله الشعور, وفي النهاية فضلت عليه عمدة المدينة الذي كان يكره الشعر ولا يطيقه. وبيتهوفن اندهش جدا لان الفتاة الوحيدة التي فكر ان يتزوجها كانت كثيرة الاستحمام, بينما لا يستحم هو سوى مرة واحدة كل شهر أو شهرين, وكذلك كان عبقري الفيزياء والنسبية اينشتاين!! ولقد تساءل بيتهوفن يوما: هل من الضروري ان تنجب النساء؟ وهل ذلك يتم كل سنة ام كل خمس سنوات؟! وبالتأكيد فهي اسئلة لا تدل على عبقرية بقدر ما تدل على سذاجة مبالغ فيها. هل يستطيع الرجال ان يختاروا المرأة الصحيحة حينما يفكرون في الزواج؟ اغلب الدراسات تجيب بالنفي, فالرجل يختار سيدة لا علاقة لها بالحياة الزوجية السعيدة غالبا, كأن تكون غنية أو جميلة, يريد ان يستمتع بمالها, ويزهو بها امام الاخرين دون اي التفات للعادات والقيم والطموح والثقافة... ما رأي الرجال فيما يقوله جوزيف جوبير: (لا ينبغي ان يختار الرجل زوجة إلا المرأة التي يمكن ان يختارها صديقا فيما لو كانت رجلا!!

Email