مع الناس: بقلم - عبد الحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعود الى مهرجان التسوق اليوم أيضا, لأننا لن نكتب عنه بعد ذلك الا بعد عام تقريبا من الآن, ونبدأ من شعار المهرجان المقبل الذي اعلن عنه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الحفل الختامي أول امس, والذي صفق له الحاضرون كثيرا كما أثار ارتياحا عاما, لأنه سيكون خاصا بـ (العائلة) . فالعائلة بعد الطفل شعارا للمهرجان اختيار ذكي وموفق ويخدم اهداف المهرجان, كما يعبر عن التوجه الذي تحرص عليه دبي في تقديم نفسها كوجهة سياحية, فهي بالشعارين معا, شعار العام الحالي والمقبل, تؤكد على البعد الاجتماعي للعادات والتقاليد, وعلى مفاهيم اساسية لا ينبغي ان تغيب عن اذهان المخططين للسياحة وصناعة الترفيه والتسلية, كمفاهيم العائلة والطفولة, الاولى بوصفها الوحدة الاجتماعية الاولى والثانية بوصفها اللبنة الاولى في هذه الوحدة. ولن نفلسف الشعارين اكثر من ذلك لأن في القراء من لا يحب الفلسفة, واكثرهم يعتبرها فلفسة, فأبتعد عن الثانية مثلما لا ادعي الاولى, ونبقى مع المهرجان الذي انصرم وملاحظات من هنا وهناك, وان كنا نعتقد مرة اخرى ان ادارة المهرجان لديها مالديها من ملاحظات يفوق ما نعرفه نظرا لقربها من الناس من ناحية ومن جمهور المهرجان ونظرا لاستبيانات الرأي التي تعتمدها منهاج عمل لها, ومنها هذا العام بعض استبيانات الصحف كاستبيان جريدتنا (البيان) , من ناحية اخرى. من هذه ان رقابة صارمة اخرى مطلوبة على اسعار المحلات والمطاعم, فبعض هذه اغلى من الايام العادية, كما ان التنزيلات المعلنة ربما لم تقنع كثيرا من المتسوقين اما لأنها مبالغ فيها ما يجعلها غير معقولة حيناً, واما لأنها اقل مما ينبغي ما يجعلها غير مرضية حينا آخر. اما المطاعم فحدث ولا حرج, لأن هذه وجدت فرصتها اكثر من غيرها نظرا للاقبال الكبير عليها, فرفع بعضها الاسعار اكثر من الايام العادية بكثير, كما ان بعضها طالب المستهلكين والزبائن برسوم اضافية, لم تكن معروفة سابقا في مطاعمنا, مثل رسوم الطاولة, التي نعرفها في بلدان سياحية عريقة كايطاليا واليونان, بسبب الازدحام نفسه على هذه المطاعم. هناك ايضا منافسة الرجال والشباب, خاصة من الاجانب للاطفال والعائلات على اكثر من موقع وفعالية من فعاليات المهرجان, ولولا ان حسم سمو الشيخ محمد بن راشد هذا الامر بتخصيص ايام معينة للعائلات فقط لكان استياء هذه كبيرا من مهرجان التسوق, سواء كانت عائلات مقيمة او زائرة على السواء, ما نرجو مع شعار العائلة الجديد ان يعوضها المهرجان المقبل فيضعها في مقدمة احداث المهرجان وفعالياته وأولوياته كما هو متوقع فعلا. وبما ان الازدحام في بعض شوارع المهرجان كالرقة مثلا كان ملحوظا في ساعات معينة خاصة في المساء, مما تسبب في حرمان عائلات وآخرين من التمتع بفعالياته, فان اغلاق الشارع امام حركة السير ليلا خلال المهرجان ربما يكون حلا مقبولا فتكتفي السيارات بالوقوف في الشوارع الخلفية لشارع الرقة, ويخصص الشارع ليلا للمشاه وحدهم. وأختم علاوة على ما سبق ببحث منع بعض الالعاب ذات الاحتمالات الخطرة على ممارسيها, فأي حادث في اي لعبة من هذه الالعاب الخطرة ستكون نتائجه نكبة حقيقية في سمعة المهرجان, الذي ربما يحتاج سنوات لمحو ذكرى حادثة مؤلمة من اذهان الناس, فالامن والامان ومعهما السلامة العامة والشخصية من صفات دبي ومهرجانها معا, فلماذا نترك مجالا وفرصة ولو محدودة لافسادها؟

Email