مع الناس ـ بقلم: عبد الحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

اذا كان من بطل هذا العام لمهرجان التسوق فهو الضيف السعودي الذي صارت رؤيته اعتيادية في شوارعنا ومطاعمنا ومراكزنا التجارية وبرامجنا التلفزيونية, وفي كل موقع آخر من مواقع المهرجان, كالقرية العالمية او قرية التراث والغوص او شارعي الرقة والضيافة. وليس لدينا الآن احصاء لكي ندلل على كثافة التواجد السعودي من بين زوار دبي, ويكفي ان علامته تدل عليه, ونقصد بها الغترة الحمراء, ومع ذلك فان اي احصاء لنسب الزوار خلال المهرجان, ستختار اخواننا السعوديين ابطالا للمهرجان من بين صفوف الجمهور ثم يأتي بعدهم اخواننا من بقية دول الخليج, الكويت وقطر وعمان والبحرين فبقية الدول العربية. طبعا الضيف السعودي المرحب به مع بقية اخوانه الآخرين من دول التعاون والدول العربية, اختار دبي لزيارتها في هذا الوقت لاسباب عدة على رأسها المهرجان قطعا وحسوماته, ثم هناك سهولة الوصول وقرب المسافة وتوفر الفنادق والشقق والمتنزهات وحسن الاستقبال, ونضيف هذا العام للاسباب العادية السابقة الطقس المناسب واجازة الحج في السعودية, ما يفسر زيادة نسبة السعوديين على غيرهم من زوار المهرجان. ونظرا لهذه الكثافة الخليجية والعربية في المهرجان فانه ولأول مرة نجد فيهم نسبة كبيرة من بين الفائزين في سحوبات المهرجان, خاصة جائزة اللكزس, حيث فاز بها مواطنون سعوديون وكويتيون وعرب, اضافة بالطبع الى عدد من مواطنينا, ما اعاد الى الجوائز التي كانت تذهب للآسيويين في السنوات الماضية شيئا من التوازن. هذا الحضور السعودي والخليجي خصوصا والعربي عموما هو نجاح متميز آخر لمهرجان التسوق هذا العام, الذي يتكرس فعلا بصفته مهرجان العائلات وبوصف هؤلاء هدفه, فيشجعها على زيارة المدينة بما يوفر لها من امتيازات وتسهيلات واجراءات وما يقدم لها من اولويات كالقرار الذي اصدره سمو الشيخ محمد بن راشد بتخصيص ايام العيد للعائلات وحدها في القرية العالمية. وبما اننا مقبلون هذا الصيف ولأول مرة على مهرجان الصيف ومفاجآته, فان هذا الحضور الخليجي الكبير الذي شده مهرجان التسوق ليس الا بروفة لمهرجان الصيف, الذي يبدو انه سوف يتكرس للعائلات فيمنحها من الامتيازات ما يجعلها الزبون الاول والاهم, وما سوف يجعل دبي وجهتها المحببة رغم الصيف وحرارته, بما تقدمه لها هذه المدينة من سحر ورعاية وضيافة, علاوة على اتفاق في العادات والتقاليد والثقافة, فيسهل عليها زيارتها وتفضلها على غيرها من مدن العالم. مع ذلك لن نعدم في ظل هذا النجاح في جذب العائلات لاغراض التسوق والسياحة وجود شبان يأتون بمفردهم او مع اصدقاء, فاذا بدر من بعض هؤلاء من التصرفات ما لا يليق فهم لا يمثلون سوى انفسهم, لأنه مقابل مثل هذا الشاب هناك عشرات العائلات الخليجية المستمتعة بالمهرجان, وهذه تمثل بلدانها خير تمثيل وينبغي ان تبقى الهدف, ليس لأنها القوة الشرائية الرئيسية فحسب, بل لأنها شعار المهرجان منذ اطلاقه, وها هو المهرجان يحقق شعاره.

Email