مع الناس: بقلم -عبد الحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشهورون في العالم ليسوا قلة, وعلى رأسهم أغلب الفنانين وبعض أشهر السياسيين واللاعبين, ومع ذلك لا نرى صور هؤلاء كل يوم على صفحات الصحف, فهناك من ينافسهم في السعي الى الظهور والانتشار وحب الوقوف امام عدسات التصوير, فاذا نحينا جانبا بعض المديرين وصغار الموظفين الذين يريدون الانتشار محليا كل في بلده , فهناك من يموت في نشر صوره في الصحف, هو في الغالب واحد من ثلاثة: اما الذي يسعى الى الشهرة, او الذي في طريقه الى السجن, او انتقل الى رحمة الله وظهرت صورته في صفحة الوفيات. وسنعود الى هؤلاء لاحقا, ونبقى الان مع بعض أبرز الساعين الى الشهرة مثل الذي سأل احدهم عن الطريقة السريعة لتحقيق الشهرة, فأجابه اخر بأن يرمي نفسه امام شاحنة مسرعة أو قطار, وهي طريقة سريعة فعلا للشهرة كما للموت, يحققها فقط الذي يحب الشهرة حتى الموت. لذلك نجد في الصحف يوميا من المغمورين من ينافس المشهورين على الاخبار التي تتناقلها الوكالات, هم على الاغلب حمقى او اغبياء او فيهم وشة او يحبون الصرعات وغير ذلك من أسباب تكون سببا للانتشار, ربما كان اخر مثال لهم, وليس الاخير, اليمني انور منصر محسن القروطي الذي لم يكن ممكنا لي ولا لغيري ان اسمع به واكتب اسمه للقراء اليوم لو لم يضرم النار في نفسه بعد ان تملكه الغضب بسبب هبوط فريق كرة القدم الذي يشجعه الى الدرجة الثانية, ما اتصور, من بعد نقل خبره الى العالم, ان صحف اليمن قد نشرت صورا له ايضا, فحقق ما يريد وما لا يتوقع من انتشار . ونعود الى الذين في طريقهم الى السجن, ففي هؤلاء يوميا من تنشر الصحف صورهم بسبب جنائي او اخر, من اللص الى مهرب المخدرات الى القاتل, ما يجعل الجريمة في وجه اخر سببا للشهرة بدليل اننا نعرف اليوم بعض ابرز المجرمين ونحفظهم عن ظهر قلب كبارونات المخدرات, لولا اننا نلعنهم كلما جاء ذكر لهم بسبب جرائمهم تلك وما سببوه من آلام لغيرهم. واذا اكتفينا بصحفنا المحلية ففيها الان المعاكسون من الذين تضبطهم الشرطة يخلون بالاداب العامة فتنشر صورهم عقابا لهم وتشهيرا بهم, فنلاحظ زيادة هذه الصور يوما بعد اخر بدلا من نقصانها, كما نلاحظ تطور زبائنها من الشباب الاحداث وصغار السن الى رجال يلبسون العقل, ما يجعلني أصدق شخصيا أن اغلب هؤلاء يتراهنون ويتسابقون على نشر صورهم في الصحف فيتم لهم ما يريدون,خاصة وان بعضهم يبدو في الصورة وهو يبتسم,مع ان المقصود الردع القاسي. لذلك اذا سأل صديق صديقه اليوم: كيف يمكنني ان انشر صورتي في الجريدة؟ كانت الاجابة: عاكس إمرأة, هذا اذا كان السائل والمسؤول مواطنين, اما اذا كانا اجنبيين, من آسيا او شرق اوروبا او روسيا مثلا, فالجواب يكون: اسرق, بدليل ما نراه كل يوم تقريبا من صور لهؤلاء لم نعتد ان نراها من قبل, خاصة لمواطني الكومنولث الروسي, بتهم السرقة على الاغلب. هؤلاء يحمل الواحد منهم قصاصة الصحيفة معه عند عودته الى بلاده فيعرضها على أهله واصدقائه مفاخرا بها, لان صحيفة من صحفنا اجرت معه لقاء بوصفه خبيرا نوويا او تاجرا مخضرما او مديرا فذا, فمن فيهم يعرف العربية ليكشف كذبه؟ فنتركهم الى غيرهم من الذين ينالون الشهرة الاوسع حين تكون سرقاتهم بالملايين كالذي يختلس مصرفا او شركة كبيرة فيدخل نادي المشاهير من أوسع أبوابه. حتى لو لم تظهر صوره في الصحف, اذ يكفيه ان الناس يرددون اسمه, وفيهم من يتمنى لو انه كان محله, فينال شرف الثراء المفاجىء على شرف الشهرة. الا اننا نختم بالذي يدخل نادي الشهرة من باب الكذب, خاصة ان غدا هو الاول من ابريل, فننتظر لنعرف من هو الكذاب الذي يستطيع ان ينافس على المركز الاول بعض ابرز الزعماء والسياسيين, الذين على رأسهم اليوم بنيامين نتانياهو والذي نتمنى ان تختفي صورته من الصحف الى الأبد.

Email