أبجديات: بقلم - عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

رقاقة الكترونية من السيلكون, وجهاز نداء آلي او ما تسميه بـ (البيجر) تشتريهما من احد دكاكين البلدة, وينتهي قلق البحث عن صحيفة او ينتهي عصر الصحيفة المكتوبة نهائيا . والامر يتناول بجدية تامة بين علماء المعلومات وثورة الاتصالات السريعة, وهو ليس مشهدا من احد افلام الخيال العلمي. تتذكرون جيدا المركبة الصغيرة (سوجورنر) التي اعلنت وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) خبر (وفاتها) منذ مدة قصيرة, بعد ان سرحت ومرحت على الكوكب الاحمر اياما وليالي, التقطت آلاف الصور وضختها عبر شبكة اتصال معقدة بينها وبين قاعدة الوكالة على الارض, وبواسطتها عرف علماء الفضاء اسرارا لم تخطر على بالهم حول المريخ, ويقال ان ما ضخته (سوجورنر) يحتاج وقتا طويلا لتحليله ودراسته, وابداء الرأي حوله. (سوجورنر) الذكية هذه كانت ذات يوم لعبة تجارب ملقاة على ارضية معهد الذكاء الصناعي في ولاية (ماساشوستس) بأمريكا وكان العلماء في المعهد يحلمون بان يتم توظيفها في ابحاث الفضاء وبالشكل الذي حدث في الصيف الماضي, ولقد تحقق الحلم الذي بدأ بفكرة مجنونة, وانتهى باكتشافات مذهلة, عبأت حواسيب (ناسا) باضخم الملفات والوثائق والمعلومات حول المريخ. اليوم احلام العلماء في عالم المعلوماتية الرهيب, لا حدود لها, وقد تبدو في ظاهرها شطحات خيال مبالغ فيها, ولكنها تغدو واقعا ملموسا بعد فترة وجيزة. (الانفو ــ بيجر) واحد من هذه الشطحات التي كانت خيالا فأصبحت حقيقة, بدأت فكرة حالمة في ذهن عالم بريطاني, غلفت بالاسرار واحيطت بالكتمان كأي سر علمي مذهل, الا ان اليهود التقطوه وصادروه (كعادتهم) من غياهب الاسرار البريطانية, فصار اختراعا سجلت براءته لصالحهم. (الانفو ـ بيجر) او النداء المعلوماتي بداية النهاية لعصر الصحف المكتوبة. فقد اصبح بامكان هذا الجهاز الصغير (رقاقة سيلكون اضافة لجهاز بيجر) اختصار الصحيفة كلها الى شاشة صغيرة تبث عليها آخر مستجدات الاحداث وعلى امتداد اليوم دون توقف. الاخبار سوف تأتيك طازجة وفي وقتها فيرن جهاز (البليب) في جيبك, تنظر فلا تجد (رقما يعاكسك) وانما خبرا جديدا في صحيفتك الذكية (الانفو ــ بيجر) والاشتراك فيها مرة واحدة عند شراء الجهاز وللابد فلا حاجة بك لدفع اشتراك سنوي, وتجديده عند الانتهاء, او تقليب الصفحات او البحث عن الصحيفة هنا وهناك, والتفكير في مشكلة النفايات الورقية. كل ذلك انتهى, فالصحيفة الذكية في الطريق اليك قريبا من (اسرائيل)! فاذا تم التطبيع الثقافي كما تشتهيه اسرائيل وترسمه جماعة كوبنهاجن! فانك ستقرأ صحيفتك باللغة الانجليزية محررة من هناك وبابسط التكاليف. بقى ان ننوه الى ان كل لوازمنا في المستقبل ستكون ذكيه وحساسة ومفكرة بدءا بالنظارة وانتهاء بالسيارة والثلاجة والبيت الذكي. وعندها لن تحتاج الى شغالة او حتى زوجة او ربما... لن تحتاج الى نفسك ايضا!

Email