مع الناس: بقلم - عبد الحميد احمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدنيا بخير ولنا في الخير ولله الحمد الكثير, آخره وليس أخيره, مكرمة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة بانشاء جائزة للأداء التعليمي المتميز مقدارها مليون درهم سنويا, لتنضم بدورها الى مجموعة الجوائز التي تمنحها بلادنا للمتفوقين والمبدعين والمجتهدين في كافة الحقول, فتكون هذه الجوائز درة في عقد أعمال الخير . واذا كان من جوهرة في عقد الجوائز فهي بلاشك كل جائزة تعنى بالتعليم والمعلمين, مهما كان مقدارها وحجمها, اذ يكفي منها انها تشجع التعليم على التطوير والارتقاء, كما تقدر للعاملين في ميدانه جهودهم وعملهم وسهرهم, الذي كاد من فرط اهمالنا له ان يهبط الى القاع, وهو العمل المحترم الذي يحمل رسالة الخير والبناء, ويؤسس للمستقبل, حيث يزرع بذور العلم في نفوس الابناء ويغرس في عقولهم المعرفة بأنواعها, وفوقهما التربية الصالحة. لذلك هنالك من فرح فعلا لمكرمة الشيخ حمدان بن راشد الجديدة, ولهذه الجائزة التي تكرم التعليم وتدفع به الى التميز, فرحا حقيقيا, وقد سمعت من مسؤولين قريبين من القطاع التربوي من عبر عن حال العاملين في الميدان التربوي فوصفها بأنها كانت متردية, مستعملين بذلك اخف الكلمات وصفا لحالتهم حتى سمعوا بجائزة حمدان بن راشد فجاءت انقاذا لهم من مشاعر الاحباط التي كانت تلفهم, فهي على الاقل ذكرتهم بأن جهودهم مقدرة وعطاءهم محمود وعملهم مشكور. طبعا الجائزة وغيرها من الجوائز لا خلاف على ما تحدثه من أثر في الارتقاء بالتعليم ودفع العاملين فيه الى مزيد من الاجادة والعطاء والاخلاص والتميز, فليس اكثر من مشاعر الاحباط قتلا للعمل, ومن مشاعر اليأس دفنا للمواهب, ومن مشاعر الاحساس بالاهمال واللاجدوى دفعا الى الكسل واللامبالاة والاستهتار, وهو ربما ما يعاني منه الكثير من العاملين في الحقل التربوي, من أساتذة ومعلمين وموجهين, لا يجدون من يقدر تعبهم التقدير الذي يستحق, بدليل تدني رواتبهم وانغلاق ابواب الترقيات أمامهم منذ سنوات, دون أدنى امل يلوح لهم في الافق بزيادات او ترقيات. لذلك فجائزة حمدان بن راشد للاداء التعليمي المتميز وغيرها من الجوائز في حقل التعليم كجائزة سلطان القاسمي وخليفة بن زايد وغيرهما, من التي نرحب بها دائما ونفرح لها, ترد الاعتبار لهؤلاء العاملين في صمت, الذين نضع بين ايديهم اغلى الامانات, فلذات الاكباد, وتعوضهم عما ينقصهم من تقدير, وتكرمهم معنويا وماليا فيما يستحقون من تكريم. غير ان ابرز ما يميز جائزة حمدان انها شملت ولي الامر ايضا كفئة مستهدفة من فئات التكريم اضافة للطالب والمعلم والاخصائي والموجه والمدرسة نفسها, فهذه لفتة ذكية تعرف ان التعليم لا يكتمل بطرف واحد هو المعلم, ان لم يكن لولي الامر, الطرف الثاني دور فيه, وهو للاسف الدور المفقود حاليا بنسبة عالية, حيث اغلب أولياء الامور لا في العير ولا في النفير, فيما يتعلق بتعليم أولادهم, ما يشكل عندنا صورة اخرى من صور مأساة التعليم. لذلك نحمد لهذه الجائزة جمعها في التكريم بين المعلم المهمل (بفتح الميم الثانية) وبين ولي الامر المهمل (بكسر الميم الثانية) فيطور هذا من عنايته بتعليم أولاده ومتابعته لهم, لان في ذلك ما يساعد على تطوير التعليم ايضا, فيستحق التكريم كل ولي أمر يضع تعليم اولاده في المرتبة الاولى, فيحمل الامانة كما يحملها كل معلم ايضا.

Email