أبجديات ـ بقلم: عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

نقول لكل الذين يأتوننا من كل الدنيا, ومن آخر الدنيا: دبي وطن الجميع والواصلة الحلوة بين كل الجهات وكل طيوف البشر . دبي بلد يتأرجح على خيوط من ذهب وحرير, تمد قلبها لكل البشر الحالمين بالاستثناء والفرص, والامان, والضيافة العربية, ولكل العالقين والمحشورين في المحطات البعيدة والزوايا والمفاصل ونقاط الاختناق المروعة. دبي تغمز بعينيها اغراء ودلالا, فتهيج كل الخيوط المشدودة على حواف الحلم والفضول والبحث عن عوالم الفرص, والنهارات الرائعة, والكرنفالات التي تحشد بشر الارض في شوارع تضج عافية ونظافة وثراء. وفي مقاه تبعثر الدفء وعجائبية التواصل المفقود في الليالي البهية. سكان المدينة حفظوا مناخها المتحضر دوما, اما بعض زائريها فانهم يحاولون ان يصلوا الى مستوى هذا التحضر, ودبي تأبى الا ان تكون قمة سامقة ودانة الدنيا, والعشق الذي لا آخر له. وعلى العشاق ان يظلوا على أمل الوصال واسترضاء المحبوبة حتى آخر رمق. دبي محبوبتنا المدللة, جميلة, وحميمة وبهية, وتمتلك ألقا يتمازج فيه الامس واليوم والغد في لون طيفي خاطف يشعر به كل من يخطف منها نظرتها الاولى. والذين يأتون من كل البقاع, سيستمتعون بجمالها, وسيحملون معهم بلا شك وهم يغادرونها, احلى التذكارات وربما اعظم الصفقات والمفاجآت. ولكنهم, احيانا, يكونون ودون ان يشعروا قد اعتدوا على وجهها الطفولي, واحدثوا فيه تشوهات يطول علاجها وذلك بسوء استخدام مرافقها ومباهجها الاكثر من خرافية. ليس كل الذين نستقبلهم ضيوفا فوق العادة, ولكننا اذ نفتح البوابات ونوزع الابتسامات والهدايا الفاخرة بالمجان, فاننا لا نستبعد دخول اغراب غير مرغوب فيهم, استهواهم جمال ما وراء الاسوار, فتراكضوا صوبه, يخبطون الارض بهمجية وضجيج متخلف بعض الشيء وممارسات حسبنا انها انتهت منذ زمان بعيد. المشكلة ان نقاط العبور والتفتيش لا تبحث في سلوكيات القادمين الحضارية, ولا تفتش عن مدى التزامهم بقوانين النظافة والنظام واللباقة والذوق. ولان دبي غرامنا الازلي, ولانها عشقي الذي لا آخر له, فان مرأى ذلك السائح في كرنفال التسوق وهو يلتهم قطعة (الكنافة) ثم يطير طبق البلاستيك في الهواء كطفل ارعن يزلزلني غيظا. ويصدمني آخر وهو يقذف بعلبة المشروبات الغازية في عرض الطريق بعد ان شرب نصفها, وذلك الذي يبصق على طول الشارع وعرضه و... و... هذه الطرقات التي تلوث بهذه البساطة كانت تزين لهؤلاء وتعد لهذا العرس الذي يراقبه العالم عبر الشاشات, وكان الانفاق من اصحاب العرس سخيا سخاء نفوسهم, وعلى قدر حبهم لدبي, يبقى على الضيوف ان يعرفوا ان تقدير الكرم اوجب من بذله ومن لا يقدره فلا يستحقه ابدا.

Email