رأي البيان: العراق دائما

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا تريد بريطانيا من العراق هذه المرة ولماذا تتهمه بالتحضير لهجوم جرثومي, ان كل التقارير التي يقدمها الخبراء ورؤساء فرق التفتيش الدولية تصب كلها في صالح العراق , من الواضح ان العراق فقد كل القدرات الهجومية بعد ذلك الطوفان من فرق التفتيش التي دمرت كل ما لديه من اسلحة الدمار الشامل والاسلحة العادية. ولم يبق لدى النظام سوى بعض القوات التي يدافع بواسطتها عن نفسه هذا اذا غضب, اما الاسلحة الكيماوية والجرثومية فقد اصبحت من الذكريات. وقد اعترف بذلك كل المجتمع الدولي ماعدا الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تريدان ابقاء التوتر مستمرا في المنطقة الخليجية لاسباب تتعلق بمصالحها الخاصة. وابقاء الحظر والعقوبات الدولية على العراق حتى يفنى كل الشعب العراقي ويموت كل الاطفال العراقيين وساعتها ترتاح الولايات المتحدة واسرائيل التي تسعى باستمرار لكي يبقى العراق محصورا تحت وطأة العقوبات الدولية والاتهام البريطاني الجديد لبغداد ليس سوى حلقة من حلقات المسلسل الثلاثي الامريكي البريطاني الاسرائيلي فيبقى التوتر في المنطقة وتبقى القوات الاجنبية موجودة بحجة المحافظة على الامن الخليجي. بالطبع نحن لانبرىء النظام العراقي الحاكم من مسؤولية هذا الوضع السيء للغاية الذي وصل اليه العراق بنفس نسبة مسؤوليته عن تواجد عشرات الألاف من القوات الامريكية والبريطانية في المنطقة ومئات الطائرات الحربية وعشرات القطع البحرية العسكرية المتنوعة في مياه الخليج بانتظار ان يركب رئيس النظام العراقي صدام حسين رأسه مجددا, لكي يتلقى العقوبات المناسبة وبذلك تزداد قوافل الشهداء من الشعب العراقي الذي لا يجد من يدافع عن حقوقه ويرفع عنه الظلم في الداخل والخارج على السواء. ها هي مؤامرة ضد الشعب العراقي تهدف للقضاء على كل مستقبل لهذا الشعب العربي وألا يستطيع رفع رأسه الى الابد وبذلك ترتاح اسرائيل من اي تهديد مستقبلي قد يأتي من العراق الذي لم يعترف ولن يعترف باتفاقيات السلام معها, والذي تعهد بان يبقى حجر عثرة امام الاطماع الاسرائيلية في المنطقة العربية.

Email