أبجديات: بقلم - عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الديمقراطية هي الصيغة المدهشة التي لا تزال امريكا على اصرارها بأنها هي فقط قلعتها الكبرى, وهي الصيغة التي تقدم بها امريكا نفسها باعتبارها سيدة العالم . الرئيس الامريكي يصل الى الحكم عبر صناديق الديمقراطية المغلقة باحكام والممهورة بعدالة, وهي حين تفتح فانها تفتح بنزاهة مطلقة. الرئيس الامريكي يغادر الحكم بعد ان تقول الديمقراطية المغروسة في الجينات الامريكية كلمة النهاية في الفصل الاخير من حياته, فيشكر ربه, ويغادر مشيعا بنظراتها الى منفاه الاخير! الديمقراطية في أمريكا مثل امريكا تماما, عالم ظاهره الرحمة, وباطنه درس صارخ في التناقضات والمفارقات والعجائب. ان اهم ما تعانيه ديمقراطيتهم هو فقدان الذاكرة وانفصام الشخصية, وربما الزهايمر حسب آخر التحاليل. فهي تنسى ان ابناءها (الذهب) الذين وضعتهم تيجانا على رأس العالم قد وصلوا الى هذا المكان بفضلها, فتنبش في جثث الاحياء من رؤسائها قبل الاموات, والاموات تلاحقهم حتى القبر. ونحن في الشرق نقول بحميمية لا تخلو من شراسة (الضرب في الميت حرام) ديمقراطية الامريكان مقتنعة بان ضرب الميت ديمقراطية!! انفصام الشخصية لم يترك لها مجالا ترى فيه الحقائق مبكرة ولذلك تكتشف بعد فوات الآوان, بأن الرؤساء العظام كانوا مجرد دمى في أيدي (ساقطات) هوليوود وزعماء المافيا ورجال الاعمال اليهود وغير اليهود. وإلا فما معنى ان تنشر ابنة المغني اليهودي فرانك سيناترا مؤخرا ان والدها كان الواسطة بين جوزيف والد جون كيندي وزعيم مافيا شيكاغو من اجل ايصال جون لسدة الرئاسة الامريكية. جون كيندي اليوم, تباع ثيابه ولوازمه الشخصية حتى ملابسه الداخلية في مزاد علني وبطريقة ديمقراطية جدا! هذا الرئيس الذي قيل فيه الكثير وشغل الناس حيا وبعد مقتله, ويحج الالاف يوميا الى منزله في العاصمة واشنطن, لكن لا راد لقضاء الديمقراطية! ولم يسلم جورج بوش الذي انحنى للديمقراطية, يوم رفضت رغبته لتجديد عقد الرئاسة لاربع سنوات اخرى, بعد مسرحية حرب الخليج الثانية, وكان في اوج مجده يومها لكنه احترمها (صاغرا) وخرج يجر كلب (بربارا) الى حيث ألقت... اليوم تنشر كتب حول علاقاته المشبوهة بعميلات بريطانيات كن يشكلن (فيلقا) من العشيقات المقربات. يبدأ الرئيس الامريكي حياة الرئاسة ملكا ذهبيا على الرقعة, وينتهي مجندلا على يد بيدق تافه, تعرض جثته ولوازمه في اسواق (الانتيك) الفاخرة وغير الفاخرة, وعلى الهواء مباشرة, لان الديمقراطية تأبى الحديث همسا خلف ظهر الشعب العظيم. فهل من الديمقراطية ان يصبح رئيس أقوى دول العالم رجلا أوصلته المافيا الى هذا المنصب؟ واذا كان طبيعيا في امريكا, فهل يعقل ان تكتشف المؤسسة المخابراتية الامريكية العملاقة هذه الاسرار متأخرة, وبواسطة ابنة مغن مشهور؟ عن نفسي لا أصدق, فماذا عنكم؟ اظن انكم......, ديمقراطيا يجب ألا اتحدث عنكم حتى لا أتهم بديكتاتورية الفرد في العالم الثالث! لذا أترك لكم حرية الجواب.

Email