أبجديات: بقلم - عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في اغلب مناسباتنا الجميلة, نحاول ان نذهب الى اقصى حدود الحلم, لنفكر, كيف نرضي من نحبهم؟ كيف نقول لهم بأننا نحبهم اكثر مما سبق ؟ وقبل ان نسأل, نكون قد اعددنا جوابنا سلفا, فبدل ان نبحث عن جواب لسؤالنا, نذهب للبحث عن هدية مدهشة! قلت لأحدهم يوما, ما اصعب ان تشتري هدية لامرأة! وما اسهل ان تجد هدية لرجل! فنظر الي بدهشة وقال: العكس هو الصحيح. فذوق الرجل لايقل صعوبة وربما كان الاصعب في الارضاء, واستغربت, وخبأت سؤالا في داخلي, لأنني لم اشأ ان اخوض في امر (بالغ الصعوبة) كهذا! وكان سؤالي المخبوء: لماذا؟ في ظني الخاص بدائل الهدايا للمرأة عالم بلا حدود, يبدأ من حواف الحلم السابح في رومانسية: الشكر والامتنان, والدفع المعنوي والثناء الدائم, والحب الجامح والوردة الحمراء التي تختصر كل ابجديات العشق بكلمة واحدة, الى الهدايا (المرهقة) التي تجري في كل اتجاهات دنيا البيع والشراء بحثا عنها, وفي النهاية تقتنع بأن كل الموجود غير مناسب! عندها تكتشف بأنك تعشق او تحب شخصا استثنائيا. عدم توفيقك في العثور على الهدية المدهشة ربما كان له سبب آخر غير استثنائية المحبوب, هو انك لم تقرأ خارطة من تحب جيدا, لتعرف أين يتوقف الصيف, ومتى يبدأ الربيع, ومتى تتساقط اوراق الخريف, ولماذا تشرق الشمس في افقه الرائق؟ لانك اذا عرفت هذه الطقوس والمناخات, فلاشك ستعرف في اي مدار يسكن هذا الحبيب, واي هدية تكون الاكثر توافقا مع صاحب المدار. أيعقل ان تهدي من تحب قداحة ذهب رائعة فيرفضها.. نعم! لأنه بصراحة لايجيد استخدامها! لأنه ببساطة لم يدخن قط. وهل تتوقع ان يطير صديقك المثقف سعادة لأنك احضرت له اكثر الكتب مبيعا في العالم, بالطبع لاتتوقع! لأن الكتاب يتحدث عن (كيفية معاملة الاصدقاء) !! ان الهدية الاجمل والاغلى والاكثر ادهاشا, ليست تلك التي تعبر عن شخصياتنا وذوقنا, بل هي ما يتناسب مع ذائقة المهدى اليه, والهدية لها دلالات ومعانٍ ووقع ليس من السهل اختصاره, ولكن يقينا فانها تشرح نفسها ببساطة اذا حلقت في اتجاهها الصحيح وانبثقت من مكانها الصحيح ايضا. انه ليس اسوأ من تقديم هدية تكتشف بعد فض اغلفتها الملونة, ان الصقيع قد انثال في ارجاء المكان منسكبا من عيني من تحب, بينما لاتزال انت غير قادر على اخفاء وهج السعادة على وجهك وفي أعماق قلبك. نحن لايمكننا ان نقدم الماس دائما لمن نحب, ولا اللآلىء أو الشيكات المفتوحة وان كنا نود ذلك ولكننا حتما نحتاج لان نزرع قلوبنا في عمق الهدية, ولا نكتفي بجعل ذلك القلب ورق تغليف فاخرا او أشرطة زينة ملونة.

Email