رأي البيان: اسرائيل... ومأزق الجنوب اللبناني

ت + ت - الحجم الطبيعي

اخيرا وبعد طول تسويف أقرت اسرائيل بشكل واضح لا لبس فيه بمأزقها في جنوب لبنان ما دعاها إلى طلب اشراك الامم المتحدة في أية تسوية بشأن لبنان, رغم ان تل ابيب هي الرائدة في الدعوة لاستبعاد المنظمة الدولية من اية مفاوضات خاصة بالصراع في الشرق الاوسط . وتكشف الجهود الاسرائيلية الاخيرة والمحمومة للتوصل إلى تسوية بشأن الجنوب والمتمثلة في ذلك الكم الكثيف من التصريحات من قبل قادتها والتي يكادون يصرخون فيها مطالبين بالانسحاب, فضلا عن اعتزام وزير الدفاع موردخاي زيارة واشنطن على خلفية الموضوع نفسه, يكشف كل ذلك عن امر يتغافل عنه البعض وهو اهمية المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال, اسرائيل لا ترغب في الانسحاب من اجل سواد عيون لبنان, أو حرصا على صورتها أمام المجتمع الدولي وانما للتقليل من خسائرها التي بلغت حدا لا تطيقه وصل 37 جنديا عام 97 واربعة عسكريين منذ مطلع العام. فضلا عن ذلك فان مساعي الانسحاب الاسرائيلي والمشاكل التي تواجهها تؤكد ايضا ارتباط المسارين السوري واللبناني وهو امر حاولت اسرائيل التغاضي عنه, بل وطرحت فكرة الانسحاب من الجنوب في البداية كمحاولة للالتفاف على المسار السوري, غير ان الواقع اكد باعتراف قادة اسرائيل انفسهم محورية دور سوريا وضرورة مشاركتها في اي اتفاق بخصوص لبنان ما يعني بالتالي ضرورة فتح ملف المفاوضات مع دمشق من حيث انتهى اليه مع الحكومة السابقة وفق ما تطالب سوريا. واذا كان عنان قد صرح من قبل بأنه جاء إلى الشرق الاوسط مستمعا وليس وسيطا فان الموقف الاسرائيلي الجديد يضعه في مأزق حيث من المتصور ان تضغط عليه واشنطن للعب دور في التوصل لحل بشأن مشكلة الجنوب, وبغض النظر عن هذا فان المهم لنا هو ان يتحقق الانسحاب من الجنوب دون ان نتيح لاسرائيل اية فرصة لفرض شروطها وان يكون ذلك بداية لاستئناف المفاوضات على المسار السوري على أساس استعادة الجولان.

Email