رأي البيان: إغلاق ملف السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو ان رئيس وزراء اسرائيل يريد ان يغلق ملف السلام في الشرق الاوسط نهائيا ولذلك طالب اوروبا والولايات المتحدة بعدم تقديم أية مبادرات لدفع مسيرة السلام بين الدول العربية واسرائيل . والظاهر أنه لايريد ان يوجع رأسه بسماع عروض جديدة واقتراحات يمكن ان تشجع عملية السلام على الخروج من المأزق الذي حشرها فيه نتانياهو أو أنه يعتبر ان ما قدمه من تنازلات طفيفة للفلسطينيين كافية, وانهم لا يستحقون اكثر من ذلك و(كفاية عليه) انه جلس معهم في البداية وحاورهم فترة من الزمان في الاشهر السابقة. اما بالنسبة لسوريا او لبنان فانه يعتبر بقاء الحال على ماهو عليه, امر حتمي. المطلوب الآن اجبار نتانياهو على فتح ملف السلام من جديد. وهذا يكون مرتبطاً بعدة خطوات. اولها: تكثيف الضغط العربي والاسلامي على الولايات المتحدة واوروبا للضغط على نتانياهو لكي يقلل من غطرسته واستهانته بالحقوق العربية. ثانيا: تكثيف الانتفاضة الفلسطينية وخلق القلاقل بصورة متواصلة في وجه حكومة الليكود اليمينية المتطرفة, ولاشك ان موقفاً عربيا واسلاميا موحداً وحازماً في هذا الصدد سيكون له مردود كبير لان مصالح امريكا واوروبا لاتحصى فاذا كان هناك اي تهديد جديد لهذه المصالح يجعل واشنطن وعواصم دول الاتحاد الاوروبي تتريث كثيراً قبل ان توافق على اغلاق ملف السلام كما يريد نتانياهو. بالطبع فان الولايات المتحدة ستوافق على رغبة نتانياهو دون قيد او شرط. اما الاتحاد الاوروبي فسوف يبقى مستمرا على انزعاجه من توقف مسيرة السلام في الشرق الاوسط ومن سياسة الاستيطان الليكودية, وسيبقى متحفظا ازاء نتانياهو رافضا غطرسته واستفزازه في تقرير مصير المنطقة وكأنه الزعيم الاوحد. ويبقى ان تقوم المقاومة اللبنانية بعدة ضربات موجعة للقوات الاسرائيلية في جنوب لبنان المحتل وهذا من شأنه ان يجعل اسرائىل ترجو العالم مساعدتها في تقديم اقتراحات لمساعدتها على الخروج من فخ الجنوب اللبناني. بيروت: وليد زهر الدين

Email