معالي الوزير... المستشار! بقلم- محمود السعدني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الخناقة الحامية بين المستشار الوزير المحافظ ماهر الجندي والولد السيناريست وحيد حامد, اجد نفسي إلى جانب معالي الوزير المستشار لعشرة آلاف سبب على الاقل, اول سبب ان معالي الوزير المستشار ماهر الجندي هو المحافظ الوحيد, كما صرح معاليه, الذي شرفته القيادة السياسية العليا واختارته لمنصب المحافظ! وهي معلومة جديدة بالنسبة للعبدلله, فقد كنت اتصور ان القيادة السياسية العليا هي التي شرفت الجميع منذ بدء العمل بنظام الادارة المحلية, ولكن ثبت ان كتاب السيناريو ومن بينهم وحيد حامد جهلة مثل العبدلله, ويتصورون لجهلهم ان معالي الوزير المستشار ماهر الجندي هو محافظ مثل الاخرين, والسبب الثاني ان رئيس الوزراء الدكتور الجنزوري اصدر قرارا باحالة عشرة من كبار الموظفين بمحافظة الجيزة إلى النيابة بتهمة مخالفة قرار سابق لرئيس الوزراء بعدم هدم الفيللات, ومع ذلك قام معالي الوزير المستشار ماهر الجندي باضافة ثلاثة موظفين إلى العشرة الذين شملهم قرار رئيس الوزراء, وهو دليل قاطع على ان السيد الوزير المحافظ المستشار ماهر الجندي يعارض الفساد ولا يسمح به, وهو على استعداد لوضع جميع موظفي محافظة الجيزة في قفص الاتهام, اذا كان هذا العمل يضمن استمرار معاليه في منصبه الذي شرفته القيادة السياسية العليا واختارته له! واذا كان كاتب السيناريو الفقير يتهم معالي الوزير المحافظ المستشار بانه هو المسؤول عن هدم كل هذا العدد من الفيللات وبسرعة فائقة وفي زمن قياسي, حيث تم هدم عشر فيللات خلال شهر واحد, وبقرارات تحمل كلها توقيع معالي الوزير المحافظ المستشار, فالعبدلله يرد على كاتب السيناريو الذي ثبت انه اكثر جهلا من العبدلله بحقيقة الاوضاع السائدة في محافظة الجيزة, فالثابت ان معالي الوزير المحافظ المستشار وضع توقيعه على قرارات الهدم, ولكن توقيع المحافظ ليس دليلا على انه هو المسؤول, والله يعلم ان المحافظ لم يقرأ حرفا واحدا من هذه القرارات, ولكنها حظيت بتوقيعه وهو يهبط سلم المحافظة مسرعا لحضور ندوة مذاعة على الهواء مباشرة, أو لتشريف مباراة في كرة القدم النسائية, أو للظهور في برنامج في القناة الثالثة للحديث عن (الارنب المسلوق في عهد السلطان علي معتوق) والحق اقول ان معالي الوزير المحافظ المستشار يحترم الوقت ويقدره كل التقدير, ويرى انه اثمن من اهداره في امور تافهة مثل هدم فيللا أو بناء ناطحة سحاب أو تطوير منطقة عشوائية أو خلق مزيد من فرص العمل للشباب أو انشاء مناطق صناعية جديدة, فكل هذه الاشياء لا تستحق الاهتمام بها وتبديد وقت معالي الوزير المستشار في دراستها, ولكن اثمن وقت هو الذي يقضيه معالي الوزير امام عدسة مخرج تلفزيوني أو كاميرا مصور صحافي, وهي حالة لا تعكس رغبة في الشهرة أو حبا في الظهور, ولكنها تعكس ايمانا لا حد له بالصورة باعتبارها ذاكرة الزمن ودليل مادي على حركة التاريخ, ويصبح دورها اكبر فعلا لو ظهر معالي الوزير المحافظ المستشار في الصورة وهو متقمش ومتبلطن, وهو الوضع الذي يحرص عليه عمنا معالي الوزير المحافظ المستشار, الذي اكرمه المولى فوصل إلى منصبه بعد ان شرفته القيادة السياسية العليا واختارته لشغل هذا المنصب الرفيع, واذا كان بعض المحافظين يقضون وقتهم في كنس الشوارع ورشها وفي افتتاح مدارس وملاجىء ومستشفيات واسواق جديدة, فهذه الواجبات ليست مهمة المحافظ العارف العالم الخبير, ولكن محاضرة واحدة يلقيها السيد المحافظ عن (النص الادبي في مسرحية هاللو شلبي) سيكون لها اثر اعمق في نفوس الاجيال القادمة لن يمحوه التاريخ! والتفرغ لوضع بحث عن (العيار المفلوت في مخ الكتكوت) سيساعد كثيرا على حل مشكلة فلسطين وتخفيف حدة الخلافات بين امريكا والصين. والحق اقول انه كان اولى بمواطن يزعم انه سيناريست على الدوام وكاتب مقالات احيانا ان يقف إلى جانب معالي الوزير المحافظ المستشار, الذي اثبت ان الثقافة عنده اكثر اهمية من الكنافة, والحضارة قبل الادارة, ومصر والسودان لنا وانجلترا ان امكنا! ولكن... ماذا نقول لحزب اعداء النجاح, وماذا تجدي النصيحة مع الذين لا يرون الا تحت اقدامهم؟ والذين لا يعملون ولا يريدون للناس ان يعملوا, ولكن.. يشاء السميع العليم ان يرد كيد الكائدين, وان يضاعف غيظ الحاسدين والحاقدين, فها هو عيد الجيزة على الابواب, وفي جراب معالي الوزير المحافظ المستشار كثيرا من الفعاليات الفنية والادبية بالمشاركة مع السيرك القومي الذي يقع في حدود محافظة الجيزة, كما اعد معالي المحافظ المستشار كمية من المحاضرات سيقوم بإلقائها معاليه شخصيا خدمة لاهالي الجيزة وخصوصا الشباب من الجنسين, وهي محاضرات دينية وفنية وادبية وكروية, وسيكشف معاليه لأول مرة دوره الكبير في فوز المنتخب القومي بكأس افريقيا, وذلك بفضل محاضرته التي القاها على افراد الفريق القومي وجهازه الفني قبل السفر إلى بوركينا فاسو, وكانت المحاضرة بعنوان (جري الشر يا عورة يا مجنونة يا كورة) , وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه معالي الوزير المحافظ الشكر على ما قدمه من فضل, يفاجأ معاليه بقرار من رئيس الوزراء باحالة عشرة من مساعدي معالي الوزير إلي النيابة, يا سلام, وما الذي تمثله عملية هدم فيللا أو قصر أو حي سكني بأكمله؟ انها مأساة ايها السادة ان نرى القذى في عيون الآخرين ولا نرى القشة في اعيننا, وهل كل المحافظات تسير على الطريق المستقيم وكل المحافظين من اصحاب الكرامات والمعجزات؟ والعبدلله يقول للدكتور الجنزوري رئيس الوزراء, قرارك باحالة عشرة من كبار الموظفين بالجيزة إلى النيابة قرار باطل لان المتهمين في هذه القضية هم احد عشر موظفا, والمتهم الغائب هو المتهم الاول, وهو بصراحة وبوضوح معالي الوزير المحافظ المستشار ماهر الجندي, ولو شئت الدقة يا سيادة رئيس الوزراء, فمعالي الوزير المستشار هو المتهم الاول والاوحد, فهو وحده الذي يقرر, وهو وحده الذي يستخدم ديباجة يعرفها الجميع (نحن امرنا) وجميع قرارات هدم الفيللات, تحمل هذه الصيغة (الرجا التكرم بان السيد المستشار المحافظ وافق بتاريخ كذا على تقرير لجنة المنشآت غير الآيلة للسقوط بهدم العقار رقم كذا بشارع كذا, كل القرارات تحمل هذه العبارة وبعضها يحمل توقيع معالي الوزير المستشار, وعندما يقرر معالي (نحن) الوزير المحافظ المستشار فهل يعترض موظف بدرجة رئيس مدينة أو رئيس ادارة أو سكرتير عام مساعد؟ ولمعالي الوزير المحافظ المستشار اقول, بمناسبة عيد الجيزة يا معالي الوزير, تهنئة من القلب إلى فخر الدين خالد محافظ المنصورة, ومثلها لعبدالرحيم شحاته محافظ القاهرة, ومثلها لصبري البيلي محافظ القليوبية, ومثلها لحسين طنطاوي محافظ الفيوم, وللمحافظ عبدالسلام محجوب محافظ الاسكندرية, ومحمد عبدالغفار محافظ الغربية, ولمصطفى عبدالقادر محافظ المنيا ولصلاح مصباح محافظ اسوان ولفاروق التلاوي محافظ البحيرة, وبخت الجيزة اسود من قرون الخروب, والبخت لو مال مين يعدله تاني؟!

Email