مع الناس: بقلم - عبد الحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كان من بين القراء من يعتقد ان صحته بمب وانه سيعيش ثلاثين عاما اخرى, فهو الذي سوف يخاف على مصيره عندما يعلم أن هناك كويكبا صغيرا لا يتعدى قطره ميلا واحدا قد يقترب من الارض عام 2028 فيهدد بالاصطدام بها واحلال كارثة عظمى على البشر . هذا الكويكب اذا ارتطم بالارض بسرعة 17 ألف ميل في الساعة حسبما هو متوقع, فانه سينفجر بطاقة تصل الى 320 الف ميجاطن من الديناميت, اي ما يعادل انفجار مليوني قنبلة ذرية مثل التي ضرب بها الامريكان مدينة هيروشيما اليابانية. اما اذا اصطدم بالمحيط فانه سيولد موجة ضخمة يصل ارتفاعها الى مئات من الاقدام مسببة فيضانات عاتية سوف تكتسح المدن الواقعة على السواحل لمسافة الاف الاميال فتحولها الى بحيرات من وحل وطين, اما اذا سقط على الارض فالنتيجة حدوث حفرة عرضها 20 ميلا يندفع منها الغبار والتراب ليحجبا الشمس لأشهر. القارىء المذعور من الان لن يتمنى العيش الى العام المذكور, اما الذكي فهو الذي سيتمتع بصحته وسنوات عمره قبل وصول هذا الكويكب الذي يقول العلماء ان شبيها له اصطدم بالارض قبل 65 مليون عام, فأدى الى هلاك الديناصورات, وها هو الآن كويكب آخر يهدد بفناء ديناصورات هذا الزمن, الذين وصلوا من العلم والحضارة الى الدرجة التي يرصدون فيها مثل هذا الكويكب من الان, فيحذروننا منه. وبما ان العلماء مثل الشعراء يتبعهم الغاوون وفي كل واد يهيمون, فهم يقولون انهم اكتشفوا مؤخرا أبعد مجرة في الكون تبعد عنا حوالي 90 مليون سنة ضوئية, فيما هم على الارض أعجز من اكتشاف مبيد فعال لقتل البعوض نهائيا, ومع ذلك فليس امامنا سوى تصديقهم, كما نصدق الشعراء وخيالاتهم, ونحن نردد: أعذب الشعر أكذبه. غير ان العلماء الذين يثيرون ذعر الذي يعتقد انه سيعيش 30 عاما بتوقع اصطدام هذا الكويكب بالارض وافناء ملايين البشر, يطمئنوننا بأن هناك متسعا من الوقت طويلا يكفي مع التطورات التكنولوجية من التحكم في مسار الكويكب وابعاده عن الارض, ما يعني انشغال هؤلاء من الان لاختراع شبكة ضخمة مثلا لاصطياد الكويكب, او ارسال طائرات او تيارات هوائية (الله أعلم) تحول الجرم السماوي بعيدا عنا. واذا كان الامر على هذا النحو فان امامنا نحن العرب فرصة عظيمة للمشاركة باختراعاتنا, لا بهدف ابعاد الكويكب عن الارض كما سوف يفعل العلماء الغربيون, بل بهدف توجيه مساره نحو اسرائيل بحيث يضربها ويفني من عليها من اليهود ويمحوها من الخارطة, وفي الوقت نفسه نعمل ترتيباتنا لانقاذ اخواننا الفلسطينيين وحدهم من الموت المحقق, لكي تعود اليهم ارضهم فنكون قد حررنا فلسطين بالحيلة والعلم, بعد ان عجزنا عن ذلك بالسلاح والسلام معا. غير ان هذه الامنية لن نجدها ولو عشنا الى العام الموعود بارتطام الكويكب بالارض, فالعلماء العرب لم يصلوا بعد الى مستوى اكتشاف المجرات والكواكب, لكي يستطيع الواحد منهم اختراع ما يفيدنا لتحرير فلسطين, فحد هذا من علمه ان يكتشف لنفسه أولا لقمة العيش, التي لو وجدها لاستحق عليها جائزة نوبل للعلوم المعيشية.

Email