مع الناس: بقلم - عبدالحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

انشاء جامعة زايد هو اهم واسعد اخبار الاسبوع, ليس لأنه يهم قطاعا واسعا من المواطنين الحريصين على تعليم ابنائهم حتى المستوى الجامعي فحسب, بل لان الجامعة هذه المرة تحمل اسم زايد, وهو اختيار اكثر من موفق وفي محله تماما , فاسم زايد يليق بأماكن العلم والثقافة والمعرفة والبناء كالجامعة, كما ان الجامعة شرف لها ان تحمل اسم رائد ومؤسس كزايد. هناك جامعات في العالم كله تحمل اسماء شخصيات سياسية ورائدة وشخصيات علمية وثقافية وفكرية خدمت أوطانها وقدمت لها ما يجعلها تستحق التكريم بإطلاق اسمائها عليها, فيتذكرها الابناء جيلا بعد جيل, وتكون خير اسماء لخير الاماكن التي يتخرج منها بناة المستقبل وعدته, فإذا وصلنا إلى زايد, فهو يتفوق سياسيا ورائد وباني نهضة ووطن وداعم للعلم والخير ومتفان في سبيل شعبه وابنائه وراسم طريق المستقبل ووحدوي وغير ذلك من حسن الصفات التي اجتمعت فيه فجعلت أي جامعة تحمل اسمه فخرا لنا جميعا ومصدر سعادة, كخبر انشاء جامعة زايد الذي اشاع الفرح في نفوسنا. وزاد فرح المواطنين فرحا ان جامعة حكومية ثانية إلى جانب جامعة الامارات بالعين, رأت النور وستبدأ من العام الحالي استقبال الطالبات فيها, ما يتيح لهم مزيدا من الفرص للتعليم وبناء مستقبلهم, وما يعني ان الدولة مستمرة في تقديم خدمة التعليم لهم كلما اقتضت الحاجة لذلك, وبما يجنبهم مشقة تكبد تكاليف هذا التعليم خاصة الجامعي منه. وصحيح ان جامعة الامارات قامت بدورها ولاتزال في تقديم التعليم الجامعي للابناء بكافة فئاتهم ومن الجنسين, الا ان الواضح ان جامعة واحدة حكومية لم تعد تكفي لاستيعاب الزيادات السنوية في الطلبة المواطنين في سن التعليم الجامعي, خاصة ان هذه زاد فيها عدد الطالبات عن عدد الطلبة إلى حدود الضعفين واكثر, عبر سنوات طويلة, ما جعل وجود جامعة اخرى ضرورة تمتص الزيادة وتلبي الحاجة من ناحية, وتتيح استمرار فرص التعليم للمواطنين من ناحية اخرى. طبعا هناك جامعات خاصة عديدة تم انشاؤها في السنوات الماضية تتقاضى رسوما من الطلبة, هي عادة رسوم ليست في متناول غالبية الاسر من المواطنين, فاذا ضاقت بهم جامعة حكومية كجامعة الامارات, فان مصير ابنائهم الحرمان من التعليم, وهو ما نعتقد ان الدولة استشعرته فجاء قرارها بانشاء جامعة ثانية هي جامعة زايد الخير. ثم ان سياسة الجامعة الجديدة في قبول الطالبات فقط انما تلبي الحاجة الفعلية لزيادة اعداد الطالبات على الطلاب, كما انها تلبي ضرورة اجتماعية وهي تخفيف عبء الانتقال والسكن البعيد عن الاسر على الطالبات, حيث ان الجامعة الجديدة ستكون قريبة من مقار اقامات اسرهن في أبوظبي ودبي فينقلن اليها كل يوم ويعدن منها إلى بيوتهن بعد الدوام. ونكتفي بذلك من الترحيب الحار بانشاء هذه الجامعة التي تحقق عدة فوائد مرة واحدة, منها على سبيل المثال اضافة إلى ما سبق تقليص نفقات نقل الطالبات واسكانهن واعاشتهن على النحو الحالي الذي يمتص جزءا من ميزانية جامعة الامارات, فنختم بأن الجامعة الجديدة تعدنا بضخ مزيد من الايدي العاملة المواطنة والمتعلمة إلى المجتمع نحن احوج ما نكون اليها في ظل خلل تركيبتنا السكانية, فيبقى لاكتمال هدفنا من التعليم بأنواعه ومستوياته, الاستفادة من هذه الطاقات المتعلمة, من الجنسين في كافة مواقع العمل وفي القطاعين العام والخاص, اذ لا يعقل أن تذهب ثمرات التعليم ونفقاته هدراً.

Email