رأي البيان : المقاومة.. الخيار الوحيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الانتفاضة المصغرة التي بدأت في الضفة منذ يومين احتجاجا على مقتل ثلاثة شهداء فلسطينيين في مذبحة (ترقوميا) تشير الى كم الكبت الفلسطيني الذي ينتظر لحظة الانفجار, ودون الانسياق وراء التوصيفات الاسرائيلية والغربية التي تعتبر اعمال المقاومة احداث عنف , فإنه يبدو من الواضح ان المقاومة الشعبية هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن ان تؤتي ثمارها على صعيد استعادة الحقوق الفلسطينية, لقد دخل الفلسطينيون سلسلة من المفاوضات مضى عليها حتى الآن نحو سبع سنوات دون ان ينالوا سوى الفتات وسط سياسة اسرائيلية تحرص على الاحتفاظ بكامل الارض والسيطرة عليها مع منح سلطة الحكم الذاتي صلاحيات محدودة ذرا للرماد في العيون. واذا كانت السلطة لاتملك اي خيارات غير التفاوض وهو خيار ثبت فشله حتى الآن, فإنه يبقى اطلاق العنان امام الفلسطينيين لمواصلة اعمال المقاومة التي اصبحت صفة لازمة لشخصيتهم لانتزاع بعض حقوقهم من اسرائيل. صحيح انه سيكون هناك ضحايا, غير ان الشعب الذي قدم مئات الالاف من ابنائه وقودا للمقاومة لن يبخل بتقديم آخرين, والامر في النهاية لايبدو تقاعسا من الفلسطينيين عن المقاومة بقدر ماهو (ضبط) من السلطة لهذه الاعمال لاعتبارات اقليمية ودولية, والنقطة التي يجب ان نضعها في اعتبارنا ان استعادة الحق لن يكون سوى بالتضحيات تأكيدا لمقولة (ما ضاع حق وراءه مطالب) ما يعني ضرورة تشجيع الانتفاضة المصغرة للتأكيد لاسرائيل على ان الشعب الفلسطيني لم يمت كما تظن مما يجعلها تفكر الاف المرات قبل اي عملية مساومات تستهدف الالتفاف على المطالب الفلسطينية.

Email