رأي البيان : ومأزق الشرعية الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدعوة التي وجهتها دولة الامارات امام مؤتمر البرلمانات العربية والافريقية للمجتمع الدولي لا سيما الدول الاعضاء الدائمة في مجلس الامن بتطبيق معايير الشرعية الدولية على اسرائيل أسوة بالعراق تعد تأكيدا وتجديدا للموقف الاماراتي الداعي للوقوف مع العدل دائما ومنع الازدواجية . وتجديد دعوة المجلس الوطني الاتحادي لاعلان موقف الدولة امام هذا المحفل العربي والدولي يعد اتساقا مع السياق العام الداعم لنصرة الحقوق العربية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على عروبة القدس واسترداد جميع الاراضي العربية المحتلة في الجولان وجنوب لبنان. ويكتسب التأكيد على هذا الموقف اهمية كبيرة في هذا الوقت تحديدا الذي يشهد تداعيا ملحوظا في مسيرة عملية التسوية في الشرق الاوسط بسبب التعنت والغطرسة الاسرائيلية والانحياز الامريكي الكامل لها والذي يتطلب حشد التحرك الدبلوماسي العربي في اتجاه اقناع العالم كله بعدالة المطالب العربية التي تتمثل في تنفيذ قرارات مجلس الامن المتعلقة بانسحاب اسرائيل الكامل من جميع الاراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس. وتأتي اهمية هذا التحرك المنشود في الوقت الذي تتجلى للعالم كله بوضوح ازدواجية المعايير الامريكية بشأن تنفيذ قرارات الامم المتحدة, حيث نجدها مندفعة بما تملك وما لا تملك الى تنفيذها في العراق وتتربص لاية هفوة تعطيها مبررا لتحقيق غايتها هناك. ويحدث هذا في الوقت الذي تضاعف فيه اسرائيل من سياستها العدوانية بحق ابناء الشعب العربي الفلسطيني الذي ما زال يرزح تحت الاحتلال, كما ان تملصها لا يقتصر فقط على التمادي في تجاهل قرارات المنظمة الدولية بل يمتد ليخرق وينتهك الاتفاقيات الموقعة بين الجانب الفلسطيني وبينها وبرعاية امريكية واوروبية. ولا يقف الامر عند التملص من تنفيذ القرارات الدولية, وانتهاج سياسات عدوانية بل تحاول اسرائيل ان تسوّق له اوروبيا هذه الايام. وهذا المسلك الاسرائيلي يملي علينا التحرك بأسرع ما يمكن وبأقصى طاقة لدينا ليس فقط من اجل احتواء المغالطات والدعاية الاسرائيلية ولكن لكسب التأييد عالميا لعدالة المطالب العربية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

Email