رأي البيان:إسرائيل ومنطق القوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدة العرب هي انهم لم يدركوا حتى الان ان اسرائيل لاتفهم سوى منطق القوة. وما فعلته المقاومة اللبنانية اكبر دليل على ذلك . ذلك ان الضربات الموجعة التي تتلقاها القوات الاسرائيلية في المنطقة المحتلة في جنوب لبنان, سوف تجبر اسرائىل على الخروج من الشريط الحدودي المحتل, لان عشرات الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في السابق والذين سيقتلون في المستقبل جعل ثمن بقاء اسرائىل في الاراضي التي احتلتها في جنوب لبنان اغلى من ان يتحمله يميني متطرف مثل بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية وعصابة الليكود والتي تقف وراءه, وعلى ذلك فان أحاديث زعماء اسرائيل عن الانسحاب من جنوب لبنان تتزايد باستمرار والاصوات المعارضة لاستمرار الوجود الاسرائيلي والمطالبة بالانسحاب من هناك تعلو شيئا فشيئا. ولكن اسرائيل لن تنسحب مالم تقبض ثمنا باهظاً, والثمن سيكون هذه المرة هو شق الصف السوري اللبناني, بدعوة نتانياهو للحكومة اللبنانية للتفاوض حول تنفيذ القرار الدولي 425 بالانسحاب من جنوب لبنان وليست هي المرة الاولى التي تسعى فيها اسرائىل لتحقيق هذا الهدف, بل سبق لها العام الماضي ان طلعت بنفس الفكرة, ولكنها فشلت في مسعاها وقاوم المسؤولون اللبنانيون والسوريون الضغوط الدولية وصمدوا في وجه المحاولات الاسرائيلية والامريكية وبقي الصف السوري اللبناني متماسكاً وقوياً وثابتا في وجه الاعاصير. وقبل ذلك حاولت اسرائيل شق اللبنانيين عن المقاومة وكالت للمدنيين في الجنوب ضربات موجعة وطالبت بايقاف اعمال المقاومة الوطنية اللبنانية لكي تتوقف عن ضرب المدن والقرى اللبنانية. ولكن الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بجميع فئاته بقي صامدا خلف المقاومة يساندها رافضاً التفريط باي حق من حقوقه, ورافضاً التفريط باي شبر من أراضيه, وبذلك استمرت المقاومة قوية تكيل الضربات يومياً لقوات الاحتلال الى ان عجزت اسرائيل عن تحمل المزيد ووجدت نفسها مجبرة على الرحيل, ولكنها ايضا وضعت شروطاً مغرية للخروج, وطالبت بالتفاوض مع المسؤولين اللبنانيين الذين رفضوا اي حوار مع اسرائيل حول الجنوب وطالبوا بتنفيذ القرار 425 دون قيد او شرط.

Email