رأي البيان: صراع ارادات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضارب التفسيرات حول قرار مجلس الأمن الجديد الخاص بالعراق يرشح المنطقة لدخول الدائرة الجهنمية مرة اخرى. فالولايات المتحدة ومعها بريطانيا كالعادة تصدتا لتقديم ترجمة انجلوساكسونيه للقرار وتفسير عبارة (عواقب وخيمة) التي وردت به بأنها تعني آليا ضرب العراق حال خرقه للاتفاق الذي توصل اليه الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. بينما تقف على الجهة الاخرى من عملية الترجمة روسيا وفرنسا والصين التى ترى ان فحوى القرار الى تعديل صيغته او تخفيفها نزولا على المعارضة التي جوبه بها القرار الاصلي. المسألة اذن اكثر من مجرد تجاذب قانوني خاص بالقرار وتتجاوز ذلك الى مايمكن تسميته صراع ارادات بين القوى السياسية الكبرى في العالم لادخل للعراق به, مع ان الازمة العراقية هي الجوهر والاساس.. من هنا نحن نطالب بتجنيب الشعب العراقي أزمة جديدة لاعلاقة له بها في وقت يتحمل هو تداعياتها وهي تداعيات غير مأمونة تماما. فالاتفاق الذي وقعه عنان في بغداد نفهم انه يعطي القيادة العراقية ثقة في نفسها لتطبيق القرارات الدولية في ذات الوقت الذي يمنح واشنطن فرصة اثبات حسن نيتها وعدم تحاملها اكثر على الشعب العراقي, اي شيء خلاف ذلك لن يجد قبولا من جانب شعوب المنطقة التي ترفض صراع الارادات.

Email