رأي البيان:الانسحاب من الجنوب أولا

ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرة الثانية خلال شهر تقريبا اطلقت حكومة تل ابيب بالونها السياسي واعلنت استعدادها للانسحاب من جنوب لبنان وتنفيذ القرار الدولي رقم 425 بشرط تجريد المقاومة من اسلحتها وفرض سيطرة الجيش اللبناني على الجنوب المحتل . الاعلان الاسرائيلي لا يضيف جديدا لمواقف تل ابيب وسياستها تجاه لبنان بشكل خاص وقضية التسوية السلمية في الشرق الاوسط بشكل عام, فاسرائيل قادرة وبحكم تكوينها المغاير للنواميس والاسس العالمية التقليدية, على اعلان مبادرة سلام وفي الوقت نفسه قصف القرى وقتل المدنيين والاطفال الابرياء وتشريد الآمنين. اما الاسلوب الجديد الذي طرحه اوري لوبراني منسق الحكومة الاسرائيلية امس بضرورة التوصل إلى ترتيبات أمنية بالجنوب وترك عملية صنع السلام مع لبنان للمفاوضات الجارية في اطار التسوية الشاملة بالمنطقة, هذا المنطق مرفوض قلبا وقالبا لسبب واضح وبسيط هو خروج تل ابيب وحكامها من خانة المصداقية والوفاء بالعهود والالتزام بالقواعد الدولية. كما ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ليكودية وعمالية اثبتت نواياها السلبية تجاه كافة الجهود المخلصة لاقرار السلام الشامل والعادل بالمنطقة, وفي الوقت نفسه فان الموقف اللبناني المعروف والمعلن يتمثل في ضرورة الانسحاب الكامل من جنوب لبنان, وان ذلك يعتبر شرطا رئيسيا لاستئناف مفاوضات السلام مع بيروت, وهو شرط كثيرا ما تهربت سلطات تل ابيب من الاذعان له.

Email