حدث وحديث: العنب أم الناطور ـ بقلم: عبدالرحيم عبدالواحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو ان الادارة الامريكية عازمة على تنفيذ خططها ونواياها المعدة سلفا بتوجيه ضربة عسكرية للعراق حتى بعد الاتفاق الذي وقعه كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في بغداد امس الاول والذي وصفه بأنه متوازن ومنسجم مع جوهر قرارات مجلس الامن . الموافقة الامريكية غير الواضحة توحي بتشاؤم خطير ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة العربية بأسرها وخاصة في ظل استمرار ارسال التعزيزات العسكرية الامريكية إلى المنطقة وشكوك اسرائيل بنوايا بغداد من وراء الاتفاق. التوجه الامريكي يطرح تساؤلا مثيرا ومحيرا, ماذا تريد واشنطن لحل الازمة مع العراق؟ فتجاوب القيادة في بغداد اذهل الادارة الامريكية وفي الوقت نفسه اقنع عنان بتوقيع الاتفاق, وماذا بعد ذلك اذا كانت النتائج متوافقة مع الشرعية الدولية؟! فهل تسعى امريكا في حقيقة الامر الى تجنب او تصعيد التوتر بالمنطقة, ام تريد الحفاظ على تواجدها العسكري بأية صورة ومهما كان الثمن؟ بمعنى آخر, هل تسعى واشنطن للحصول على العنب ام الناطور ونعتقد ان رد الفعل العربي والاقليمي والدولي المؤيد للاتفاق بشكل منقطع النظير يشكل ضربة قوية للتوجهات والآراء المطالبة بضرورة الاحتواء العسكري للقيادة العراقية, فخروج عنان من عنق زجاجة الازمة يعني وبكل المقاييس نجاحه في تغليب الاجماع الدولي على التفرد السلطوي, وتجنيب المنطقة حتى الآن على الاقل كوارث سياسية واقتصادية لا حدود لها. الايام القليلة المقبلة ستكشف مجددا حقيقة الاصرار الامريكي على رفض التعامل مع ازمة العراق بشكل غير واضح ومثير للدهشة والاثارة وعدم الارتياح, ولكن ماذا لو اصرت على استخدام القوة ضد العراق؟ وماذا عن رد الفعل الدولي والعربي ازاء هذا الموقف؟ الايام بل الساعات المقبلة ستجيب عن ذلك.

Email