رأي البيان: فرصة الوقت الضائع

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم موافقة واشنطن المشروطة لذهاب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الى العراق بعد جدال ساخن داخل مجلس الامن للخروج بحل سلمي للازمة الحالية في المنطقة, خرجت الادارة الامريكية بأحدث خطوة لكسب تأييد الرأي العام الامريكي تمهيدا لضربة عسكرية محكمة ضد العراق, مضمونها ان الاخيرة لاتزال تمتلك أسلحة الدمار الشامل استنادا لمصادر المخابرات الامريكية . موقف واشنطن من زيارة عنان لبغداد يجب ان يأخذ طابعا أكثر مرونة وايجابية وانسيابية سياسية ودبلوماسية, وذلك لاعطاء امين عام المنظمة الدولية فرصته الشرعية لاصلاح الخلل الحاصل في بغداد, اما في حالة فشله في تحقيق ذلك بسبب توجهات الحكومة العراقية, فان مبررات أمريكا لتوجيه ضربتها العسكرية ستكون واقعية وعقلانية. زيارة عنان فرصة يمكن ان تكون الاخيرة لكافة أطراف الازمة, لذلك يتطلب من الامين العام نفسه بذل قصارى جهده لانجاح مهمته على الوجه المطلوب والذي يرضي القواعد الدولية اولاً والانسانية ثانيا وبعيدا عن نفوذ الدول الكبرى وتأثيرها, بمعنى ان يخرج عنان بقرار ذاتي نابع من قناعته لمشاهداته على أرض الواقع. المطلوب من العراق اذن في هذه الحالة, الاستجابة وبكل السبل لتجنب عمل عسكري يهدده ولسنوات طويلة ويبدد احلام شعبه الذي لايزال يعاني الامرين, كما يقع على عاتق حكومة بغداد توفير السبل لقطع الطريق امام اية ذريعة أو حجة يمكن استخدامها ضد محاولات تفادي الازمة رحمة بالشعب العراقي ومستقبله وحفظا للاستقرار في المنطقة الخليجية بل والشرق الاوسط كله.

Email