رأي البيان: عنان والقرار النهائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس غريباً أن ينتظر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان صدور الضوء الأخضر من واشنطن ليزور العراق في محاول لنزع فتيل الأزمة الحالية مع بغداد, لأن الدرس الذي تلقاه سلفه بطرس غالي حينما أعلن ادانته لمذبحة قانا الصهيونية بالجنوب اللبناني ما زال ماثلاً أمام عينيه . فالولايات المتحدة هي المحرك الأساسي للأزمة فقرارها سيكون هو الفيصل في انهاء معضلة العراق سواء سلمياً أو عسكرياً, والمشكلة ليست فقط دفع صدام حسين إلى التراجع وقبول القرارات الدولية ولكن أيضاً اقناع الإدارة الأمريكية بأن هذا القبول والرضوخ العراقي نهائي ولا رجعة فيه. وزيارة عنان إلى بغداد, مهمة للغاية فهو الوحيد الذي من حقه أن يعلن فشل الجهود الدبلوماسية وبالتالي لا مفر من الحل العسكري الذي يرفضه العرب جميعاً بالتصريح والتلميح, وكل ما نرجوه أن يكون حكم عنان صادقاً وغير متأثر بأي ضغوط خارجية فهو لن يرى فقط زعماء العراق ولكنه أيضاً سيشاهد مآسي الشعب العراقي الذي يعاني بشده من الحصار المفروض عليه حيث لا دواء ولا غذاء. قرار عنان الأخير لا يهم فقط صدام حسين ومعاونيه ولكنه يهم أيضاً كل العرب وخاصة في منطقة الخليج, ويا ليتنا نجد هذه الحشود العسكرية الأمريكية في ظروف أخرى وبشكل أدق في مواجهة أطماع اسرائيل التوسعية, سياحياً واقتصادياً وعسكرياً, ويا ليتنا نجد هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً قبل أن تكون قراراً عفا عليه الزمن.

Email